المسيرة الظافرة التي قادها أبناء شعبنا اليمني والذي كان التغيير احد محطاتها التي نهلت منها ما يكفيها من الوقود في طريقها نحو البناء الشامل لبلوغ تأسيس الدولة المدنية الحديثة ,وبرغم ادراك الجميع بأن ذلك سيستغرق وقتاً طويلاً يتطلب خلاله الكثير من التضحيات الجسيمة .لكن ما تشير اليه الوقائع ان الارادة عندما تتفجر كالبراكين في اعماق شعب عانى ردحا من الزمن لهذا من الصعب نجاح كافة المحاولات الرامية الى اعاقة هذه المسيرة عن تقدمها أو حتى اعادتها خطوة واحدة الى الخلف ,ولعل انهار الدماء التي ارتوت بها ارض الوطن والمقدمة من خيرة شبابه في اولى محطات هذه الرحلة ستبقى عنواناً بارزاً يحمل في طياته اسمى معاني ودلالات الحرية والكرامة دليلا قطع الشك في يقينه وبراهينه وتوثقت معه جدية العزم لتتلاشى فيه كافة نوايا التراجع والاستسلام، لهذا على تلك النفوس المجردة من جميع مظاهر الانتماءات والولاء لهذا الوطن مراجعة حساباتها والادراك التام بأن ما تقترفه من اعمال وتصرفات في حق الوطن وابنائه غير انسانية لايمكنها ان تثنينا عن مواصلة تحقيق احلامنا على ربا هذا الوطن المعطاء وكما ان ذلك لن يزيدنا سوى صلابة واستبسال نحو القضاء المبرم لكافة الجوانب السلبية خصوصا ونحن على اعتاب الولوج الى الدولة المدنية الحديثة ,والتي لايقبل ابناؤها التهاون الذي اعتادته من نظام كان لها بمثابة سماد الزرع لتنمو معه قبل أوانها .وقد يختلف المكان والزمان في تنفيذ اعمالها المقيتة ضد أبناء الشعب والتي تسعى من خلالها الى تمزيق الجسد الواحد وزعزعة الأمن والاستقرار في ربوع الوطن .لكن نهايتها الحتمية هي من سيجمعها في مكان واحد لتتلقى من كافة المخلصين لوطنهم ضربة واحدة يصفو عقبها ذلك الغيم المعتم المترسب من دخان اسود تصاعد الى سمائنا في لحظات كان الوطن ما يزال جرحاً نازفاً نتيجة ذلك الصدام المروع الذي حدث بين قافلة البناء والتنمية وتلك الجذوع المنهكة اغصانها والقابعة على طريق مسيرة الاحرار .يمن جديد بمستقبل افضل هو شعار الدولة المدنية الحديثة التي نشدتها احلام وتطلعات الجماهير اليمنية والقادرة بتوحدها وعزيمتها التي لاتلين الوصول رغم ما يزرعه الحاقدون من رفاق الشياطين المردة على طريقها ..