علي منصور أحمد باهتمام بالغ وعلى مدى الأسبوعين الماضيين ظلت أنظار الجنوبيين مشدودة-إلى ما ستتمخض عنه اجتماعات ولقاءات القاهرة لعدد من قادة-الجنوب والقيادات الأخرى في الحراك الجنوبي-ممن تمكنوا أو ساعدتهم الظروف من حضور اللقاء.
كانت الدعوة لحضوره مفتوحة لكل من يستطيع الحضور -وما زالت الدعوة للانضمام إليه-متاحة لكل أبناء الجنوب-ممن تعز عليهم وتهمهم قضية الجنوب -في ظل هذه اللحظة التاريخية السانحة,وما تشهده المنطقة من تحولات هامة-وتطورات متسارعة -في ظل غليان المد الثوري الجارف لحركة التغيير الحتمية -للخلاص من عهود الديكتاتوريات المتحجرة التي جثمت على صدور شعوب المنطقة ردحا من الزمن مخلفة لشعوبها-مزيدا من القمع والاضطهاد والتعسف-علاوة على ما تسببت فيه من إفقار مدقع وتجهيل متعمد -وإرهاب فكري وسياسي وأخلاقي ومدني -طال شتى مناحي الحياة.
كان من هذه الشعوب شعبنا الجنوبي الذي وقع تحت أسر الخدعة الكبرى التي مارسها عليه نظام "صالح",الذي دمر مشروع الحلم الوحدوي الجميل الذي كان يتطلع إليه كل أبناء الوطن ,لعل وعسى يخلصهم من مساوئ عهود النظم الشمولية وعهود المزايدات الإيديولوجية المتطرفة-القطرية والقومية والأممية .والتي تمخضت تلك اللقاءات الهامة بالنسبة لكل أبناء الجنوب وبمختلف اتجاهاتهم وآراءهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية والاجتماعية عامة,والتي كانت حصيلة مجهود مضني للكثير من قادة وكوادر ونشطاء ومثقفي وعامة الشعب الجنوبي حقبة من الزمن على امتداد سنوات المعاناة التي امتدت منذ حرب اجتياح الجنوب-عام 1994م وحتى اليوم, وانتظمت أكتر تنظيماً آخذة أسلوبا سلميا متمدناً ،حينما اتفق أبناء الجنوب على فتح صفحات جديدة من التصالح والتسامح والتضامن , الذي أعلن من جمعية ردفان الخيرية ,عام 2006م - والتي تمثل لقاءات القاهرة وغيرها من اللقاءات التي عقدت سواءً في الدخل أو على مستوى عواصم الشتات في الخارج , امتدادا طبيعياً لنضال كل أبناء الجنوب المخلصين- وضرورة تعزيز الوحدة والتلاحم بين أبناء الجنوب-والتي انطلقت من جمعية ردفان عام 2006م.
ما حملته وحفلت به الأخبار الواردة من قاهرة المعز هي بشائر خير ومؤشر أمل واعد لكل أبناء الجنوب ،واسقط الرهانات الخاسرة-لدعاة الفتنة والشقاق-بين أبناْ الجنوب- الذي كثيراً ما عمل -صالح ونظامه- على أذكائها والعزف السوقي على أثارتها -ومثلت انتصاراً جديداً لقادة ونشطاء وشعب الجنوب -ومسيرة الحراك الجنوبي -والوحدة الوطنية الجنوبية,على طريق استعادة الحق القانوني والتاريخي لشعبنا العظيم والخلاص من حقبة الشعور الإنساني المأساوي الذي مس الشخصية الجنوبية, ولما لحق به من قمع وعسف واضطهاد ونهب وتهميش, منذ حرب الاجتياح العسكري الذي تعرض له وطننا عام 1994م -فألف مبروك -والنصر آت بأذن الله –وليخسأ الخاسئون.