مر زمن منذ اندلاع ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين والانسان اليمني يحلم بتحقيق ولو جزءاً بسيطاً من الأهداف السامية التي صاغها المناضلون الاوائل منهم الشهداء الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة من اجل ان ترفرف راية الحرية والعدالة والمساواة في سماء الوطن ومنهم من بقي على قيد الحياة شاهد بأم عينيه مآسي وآلام الانسان اليمني ،البعض صارع المرض الى ان قضى نحبه وهو يتطلع الى بزوغ فجر الحرية والعدالة والرخاء والبعض الآخر لم ينعم حتى بالحياة على الارض التي ناضل من أجل تحريرها من الاستعمار في الجنوب والإمامة في الشمال بل عاش مشرداً خارج وطنه.. تصوروا مدى الألم والقهر والحسرة التي تجرعها هؤلاء الأبطال ، والسبب روح التسامح لدى هؤلاء الأبطال بالسماح لقوى الثورة المضادة الانخراط في المجتمع وتحول بعضهم إلى ثوار مع المدى وصلوا الى السلطة وبدأوا بتآمر ضد كل ما هو خير لهذا الوطن والأمة وبأسلوبهم التآمري المتخلف اللاإنساني كانوا الحجر العثراء أمام أي فرصة كانت سانحة لعملية التغير والتطور، وذلك وفق عمل مخطط وبتنسيق مع امثالهم ممن يدعون انهم من النخبة المثقفة من المتعلمين أصبحوا للأسف أدوات بيد قوى التخلف اعداء الحرية والعدالة والمساواة مقابل امتيازات واغراءات أصبحوا مسلوبي الارادة وأدوات تنفيذ لرسالتهم ذات النمط التخريبي للوطن . الآن وبعد ثورة فبراير الشبابية التي حطمت الأوكار والمواقع الحساسة لهذه القوى التخريبية بأسلوب جديد يعتمد على التلاحم الجماعي والاستنفار الجماهيري على صورة ثورة سلمية سلاحها الكلمة وأدواتها الاعتصامات والتظاهرات، استقبلوا بصدورهم العارية شتى أنواع السلاح الخفيف والثقيل والمدفوع ثمنه من أموالهم وسقط الشهداء الابطال الذين سطروا أروع الملاحم البطولية لاستعادة الوطن المغتصب واعادة الاعتبار للانسان اليمني ووطنه الغالي . كان لابد من ان هذه الملاحم البطولية ان تصحي الضمائر من سباتها وتحرك لدينا الروح الوطنية وتصلح النفوس والعقول وترمم الضمير الوطني وتعيد إلينا روح الانتماء لهذا الوطن الغالي . لكن هناك من لازال أسير الماضي ومصالحه الذاتية المريضة ينظر للحاضر مجرد ساحة لتصفية الحسابات القديمة للحصول على مكاسب سياسية أو اقتصادية ويحرض ويدفع بالناس إلى التفكير الخاطىء ويعمل على تفكيك وتفتيت القيم الانسانية والاخلاقية في المجتمع لإجهاض الثورة بكل ماتحمله من مستقبل منشود لقتل احلام وطموحات الجماهير قبل ان تولد على الواقع وذلك ارضاء لرغبات اسيادهم من قوى التخلف والتدمير لكل ماهو خير لهذا الوطن والأمة . عليهم أن يعلموا أن عجلة التغيير قد دارت بتضحيات غالية والشعب اليمني وصل من الوعي والعزم والاصرار حداً لايوصف وهو على استعداد أن يقدم المزيد والمزيد من التضحيات للحفاظ على هذا المنجز ولن يسمح بان يعود الماضي العفن وما عليكم إلا أن تكونوا جزءاً من الحاضر الجديد والذي سوف يجرفكم التيار بكل ما تحملون من افكار هدامة ومصالحكم الخاصة الى مزبلة التاريخ .. واخيراً نقول لكل من يناصر أو يعمل أو يتستر على معرقلي عملية البناء والتقدم أن من مصلحة الجميع أن يكون من أولوياتهم الوطن أولاً والوطن فوق الجميع هذا الشعار الذي تغنيتم به كثيراً و أفرغتم محتواه حان الوقت أن يعلو فوق الجميع وأن يكون شعاراً وسلوكاً نمارسه على الواقع المعاش لامصلحة تعلو فوق مصلحة الوطن أولاً. رابط المقال على الفيس بوك