في السابق عندما كان يُذكر أمامنا اسم منظمة يتبادر إلى أذهاننا العمل الطوعي والرسالة الإنسانية أو الاجتماعية أو السياسية التي تقدمها المنظمة ويتمنى بعضنا عندما يرى واقع الحياة أن يكون لديه منظمة للعناية بالمتسولين أو أطفال الشوارع أو العجزة أوالتوعية المجتمعية لمحو الأمية بالذات في الأرياف ...إلخ لكن الحاصل حالياً أن المنظمات أصبحت كما يقول أشقاؤنا المصريون ( على قفا من يشيل ) تبهرك التسميات ، ولا نرى أعمال هذه المنظمات إلا في أذهان منشئيها ...قد نتساءل: لماذا كثرت المنظمات بهذا الشكل حتى أصبحت متناسخة بتسميات وأعمال متشابهة ، لا يوجد فيها إبداع أو ابتكار ، أغلبها يكاد يكون توأماً ؟ الذي أعتقده أن الدعم الذي تجده المنطمات من جهات أجنبية هي من جعلت الأشخاص يلهثون وراء إنشاء منظمات مجتمع مدني ، حتى أن بعضهم أصبح لديه أكثر من منظمة أو جمعية ، وليعرّف بنفسه يأتي لك بعدة كروت هذه منظمتي ، وتلك تابعة لي ، وعضو مؤسس في الثالثة.... ( ياغارة الله ) ما الذي يمكن أن تعمله المنظمات المتناسخة لشخص واحد، ما الرسالة التي نجحت في تقديمها منظمته الأولى حتى يحصل على ترخيص آخر لمنظمة ثانية وثالثة ؟ بالتأكيد هناك تلاعب ولا أعتقد أن الترخيص الثاني و الثالث يكون بالاسم نفسه، لكن كيف يخرجون التراخيص ويتلاعبون بالأسماء ؟ ومن ثم مجتمعياً يعرف الجميع أن شخصاً واحداً يمتلك أكثر من منظمة، ما الذي يجعلنا نّزيف الأمور، هل هو الدعم الذي تحصل عليه المنظمات، وإلى متى سيستمر هذا الدعم ؟ والسؤال الأهم: ما الذي تنتجه هذه المنظمات ، ونحن لم نسمع اتفاقها على إدانة أو إقامة حملة توعوية من أجل نظافة المدن، ولم نسمع عن حملات توعوية تعتني بالبيئة ولا بحملات تمد جسوراً بين الجهات الحكومية والشركات الخاصة لبناء دور للعجزة تؤيهم بدلاً عن النوم بالشوارع يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ؟! ولم نسمع عن مد جسور أخرى لبناء مدارس ومساكن لأطفال الشوارع تعيد تأهيلهم وتحولهم إلى أطفال طبيعيين لهم حقوق وواجبات وتحويلهم إلى منتجين مستقبلاً ، ومثلهم المتسولون ؟ ولم نسمع عن حملات توعوية تتحدث عن أهمية الأمن تقام فيها الدورات لمن يحملون السلاح بشكل دائم و يستخدمونه للترهيب وليس لمجرد الزينة ؟! إذن ما الرسالة التي تقدمها المنظمات ؟ هل تقيم فقط ورش عمل عن أهمية الحوار (حديث السوق السياسية حالياً ) إن جاز التعبير ، ولم تعد هناك رسالة أخرى غير أهمية الحوار؟. لكل هذه المنظمات الباحثة عن دعم مادي أقول : قبل أن تبحثوا عن الدعم ادعموا أنفسكم بالدعوة للتعايش ، والحياة الاجتماعية الكريمة ، لنبذ السلاح ، ونبذ الطائفية ، ونبذ التعبئة ضد الآخر ، واحترام الآخر في وطن يجمعنا فيه الإحساس الوطني قبل كل شيء،مع احترامي لكل منظمة أو جمعية أثبتت جدارتها في خدمة المجتمع اليمني وقضاياه المحورية الإنسانية أوالاجتماعية أوالسياسية ...إلخ ، للنهوض باليمن إلى مستقبل أفضل . رابط المقال على الفيس بوك