هل هو طبع أم تطبع؟ تشاؤم أم تفاؤل؟ دنو همة أم استسلام؟ تلك المخاوف التي تلاحق اليمنيين، ولم تتمكن ثورة فبراير وعظمتها من التغيير إلا قليلاً، مما غدت ثوابت أكسبناها الزمن؟ كأن الأمل والإرادة اختفيا من قواميسنا، أصبحا يَخُصان شعوباً بعينها.. وما بقي لنا سوى آية «ربنا باعد بين أسفارنا»، ولعنة نبحث عنها أكثر مما تبحث عنا. قامت ثورة فبراير لتعيد من جديد تشكيل الجغرافيا والإنسان.. هذا منطق التاريخ الحتمي وسنن الكون. لكن صوت المنشدين للماضي يعلو على أصوات المتطلعين إلى المستقبل.. انهزامهم يغلبُ شجاعتهم. يجيدون السكون أكثر من التغيير. لا يكاد يخلو منزل من كافر بالحق في الحياة الكريمة في الحرية والمساواة، وبالذات اليمنية القادرة، وتحاصرهم صورة ذهنية مرتبطة «بالقطرنة» و«العقدة اليزنية». ولا يكاد شارع يخلو من شاتِم لوطنه، محرض على جلد الذات والتقليل من شأنها. كثرة الصراعات، والإيمان بجدواها لدى كثيرين، وحدَّتها يثبت تلك النفسية المشتتة غير المستقرة الشكاكة..لا تنتظم في حضارة، منقسمة كل قسم انفصال وتمرد ثأرات، صراعات على السلطة، انتماءاتهم إلى قبائلهم ومناطقهم أكثر من انتمائهم إلى حضارتهم اليمن. ** ثمة فارق بين الأمنيات والوقائع... هذا ما يعجز عن فهمه البعض، حيث يتم استدعاء التاريخ وحوادثه لإسقاطها على الآني فيما يعتبرونه حتمياً.. استدعاء أحداث الفشل والصراع كأنها أقدار لا مفر منها وكأنهم يتمنون حدوثها ثانية اليوم. يغرقون في فكر الماضي بلا ملاءمة مع الحاضر والمستقبل. ** لو نظرنا إلى تجارب الآخرين في العالم لوجدنا أن التغيير يحتاج إلى إرادة، فبعض من هم في مقدمة العالم اليوم كانت دولاً هشة تحيط بها المخاطر، لكنهم عرفوا أن نيل المطالب لا يكون بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا، كما قال أحمد شوقي. لقد تطبعنا في أيام سابقة على نفسية الانهزام وجلد الذات والنظرة الدونية لأنفسنا.. وعزز ذلك سياسات دمرت ذواتنا أجبرتنا على التنكر لها، إنها مشكلة يجب فهمها ومعالجتها بالتزامن مع أي مشروع سياسي، لاستعادة الروح التي بنت سد مأرب وشيدت ناطحات شبام وجابت الأرض طولاً وعرضاً تؤثر وتتأثر كشرط للتقدم المستحيل. رابط المقال على الفيس بوك