سألني الصديق العزيز الدكتور عبدالكريم سلام - مراسل الوكالات المغربية: هل تعتقد أن هادي قادر على تصحيح الاختلالات في الجيش اليمني، لاسيما الفساد، والأعداد الوهمية للقوات؟. قلت له: أرى شخصياً - كمواطن يمني - أنها قرارات جيدة في كسرها لنمطية انتظار بتغيير المسميات، لكن الجنرالات ماتزال موجودة. وكل ما في الأمر تغيرت الأسماء ودلالاتها. وهذا أيضاً يزيل بعض التوتر لدى الناس من جهة. غير أنه يبقى على هواجس لديهم تبقي على توقعات أخرى من الانتظارات. والآمال والأحلام لدى اليمني في الانتقال إلى لحظة استقرار مستدامة بعيداً عن نمطية الحية المعتادة بالتوترات والتواترات.! هي بالأحرى - إن شئت - قرارات فنية تمهيدية لقرارات لاحقة وقوية بصورة نهائية، لكنها قد تكون بطيئة، وبيروقراطيا العملية قد تأخذ شأواً من الانتظار؛ لأن طبيعة حياة اليمني سلحفائية وبطيئة، رغم حركته السريعة في الحياة وعجلته اليومية بل وموته البطيء أيضاً. هناك إشكاليات ماتزال تقف وراء تعاطيه بشكل فني ولايزال بعضها وإن بشكل غير مباشر يمارس تعطيلاً لإنجاح ذلك بشكل سليم وبخاصة فيما يتعلق بتفكيك منظومة أو مركزية صالح الثقافية وذراعه اليمين الشهيرة في بنية الجيش. وهذه مسألة ربما تحتاج إلى فترة قد تطول للقضاء عليها إن هي آلت إلى إسهاب أو تلكؤ برطانات ومراوغات ما قبل التنحي كمعتاد أي منظومة فاسدة أطيح بها في غير بلد. ولأن الجانب الثقافي والعقائدي الذي كرسه صالح في منظومة الجيش كميليشا ولائية له وأنجاله وأبناء عمومتهم وتحالفات أخرى متقاطعة بمصالحها بقي متناغماً مع كل ما قد يمس مصالحه المشتركة مع قوى معروفة تحالف معها عن طريق النهب والاستئثار على الثروة بالقوة المقسمة كتركة الرجل المريض بين تلك القوى وصالح. والحقيقة أنه بقيت وماتزال تحالفات صالح تشكل محمولات نفعية لتأثير بقائه في الحكم حتى ما قبل سقوطه أو تنحيه عن طريق “عملية سياسية” فمنذ نحو 3 عقود والجيش يموضع على أساس مؤسس بمعيار الترضيات لجهويات بعينها مثلت مصالح متبادلة أسرياً. وعند أن تقاطعت مصالح رأس الحكم مع بعض القوى. تحولت ذات القوى إلى أجنحة بين جهوية قبلية، وتمثل المركز المهيمن برافعة “الشيخ” وبين مفارز عسكرية وأخرى دينية كأجنحة بقيت لها علاقة بخطاب الفتوى الديني السياسي والخطاب المتشدد كتوجيه معنوي منافس للشاطر، ما أسفر عن توطين وعض التطرف في وعي فصيل من الجنود من الملتحقين بالفرقة ووحدات عسكرية بعينها أو نسبة كبيرة منهم. وأعني بالتوجيه المعنوي هنا المنافس للتوجه المعنوي في دشمة الشاطر في الطرف الآخر من المصلحة الواحدة: الزنداني وصعتر والحزمي وأضرابهما من رموز التوجيه المعنوي والدعوي لقوى مضادة لفكرة الدولة الوطنية والمدنية كما غدت مطلباً ثورياً ووطنياً وشعبياً اليوم. وللحظة بقي الجهاز الدعوي والأمني متلازمين بتأثير وصايات خطيرة اخترقت بتأثيراتها حالات واسعة من الأحداث وتحويلهم إلى أحزمة ناسفة ومنتج للتطرف كنموذج وماركة عالمية ذات “قاعدة” وأصولية سياسية تأثرت بها عناصر بعينها، إضافة إلى من تم تجنيدهم وبخاصة خارج قوانين دولية متعارف عليها تحرم تجنيد النشء من الشباب والأطفال ما دون سن القانون. وحتى اليوم في كثير من الحالات لايزال بعضها يمثل في جزء منه أبعاد وتحالفات الجهة الأخرى التي كانت بالأمس متحالفة مع صالح، وأشك في أنها ماتزال تتبادل أدوار تضعها غالباً موضع ارتياب.!! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك