أمام فرط الأخبار التي غدت نمطية عن اكتشاف أو القبض والمصادرة في موانئ يمنية لكميات كبيرة من الأسلحة بين تركية وأميركية وإيرانية وسموم خطيرة مهربة أيضا وغير ذلك على مدى شهور مضت, تغيب كثيرا من الحقيقة عن الناس وما وراء ذلك بأوجه عدة لا تزال غير معروفة كمعلومات عن حقائق لم تنجل بعد. كثيرا ما يتبخر الحديث عن موضوع كهذا يتعلق بكميات أسلحة جاءت عبر البحر في اليمن. وتتبخر مع ذلك حقيقة ما يدور خلف الأكمات عن حقيقة كميات أسلحة تم تهريبها وحمايتها حتى وصولها موانئ اليمن, وغالبا ما طمر ويطمر الأمر بمجرد نشر أو بث وإذاعة ومشاهدة سطح الخبر الصحفي أو الإعلامي وعند مستوى صيغة الإعلان عن “القبض على كميات من الأسلحة في ميناء كذا” وبعد ذلك ينتهي كل شيء غير أن ما قد لا يعرفه كثيرون ربما هو أن هناك صراعاً محتدماً على أشده وراء ذلك على موانئ يمنية هامة بعينها, وهو صراع سياسي وإن أخذ يتخفى بصورة غير مباشرة في عدد من المدن والمحافظات شمالا وجنوبا, وخلفيته كما يبدو رهانات إقليمية وجيوسياسية للاعبين عبر أدواتهم في اليمن من أطراف صراع قديم جديد وأوراقه لا تزال تتراسل في صراعاتها بين مراكز نفوذ في السلطة بقيت تحالفاتها قديمة جديدة بين الأمس واليوم وهي تتجدد بصورة أو بأخرى للي ذراع المرحلة بالرغم من تضحيات جسام ومكابدات مجتمع لا تزال مستمرة. وحيث تقف جهويات نفوذ بمصالح وحسابات أطراف كل يعمل لطرف دون آخر من الأضداد السياسيين والإقليميين قد يؤدي إلى مواجهات بين هذه أو تلك القوى المتنفذة والعائلية الطابع والتي أخذت تنكشف كثيرا لبعضها على الأقل في مرحلة فرز تشهدها البلاد والشعب الذي يغيب بصورة غير طبيعية لتحضر حسابات ومصالح ضيقة لتلك القوى فيما تتلاشى استحقاقات 25 مليون مواطن يمني. هذه القوى وتلك تسندها أجهزة وتوفر لها حماية وغطاء يضمن حجبا للمعلومة ومصادرها وذلك حتى لا تصل إلى الشعب, وفاعلياته من العناوين التي لم يتلوث بعضها في حين الرهانات مستمرة لشراء الجميع, وتركيع البقية. وفي ظل غياب المعلومات الكافية لمعرفة أبعاد ذلك الصراع ومصالحه المتقاطعة بحسابات تلك القوى البعيدة عن أي ولاء للشعب أو الوطن أو التصالح مع فكرة الدولة عبر التاريخ, تريد رهانات لا وطنية أن تبقي الخيار في اليمن على مجرد تعاقبات مستمرة لمراحل انتقالية لا يتأكد فيها استقرار فكرة الدولة. ومن خلال تحالفات بأوجه ومصالح أكلت تلك القوى ومركز النفوذ وعبر إنتاجها للمراحل بإعاقات شتى للمشروع الوطني كما في سياقات عدة, وأتت على الأخضر واليابس, والماء أيضاً, وتغولت وما تزال في البحار ومحيط الثروة في البر والبحر, وهذه القوى الظلامية غالبا لا يتوافر في سياقها وتحالفاتها في الحكم كما عرف عنها أي وجود يمكن أن يغذي وجود دولة وطنية أو معيارية أخلاقية للدولة من أي نوع. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك