يبدو أن القيادات الجنوبية هي الأكثر جاذبية هذه الأيام لأضواء وسائل الإعلام والصحافة.. فقد استطاعت بحراكها السياسي المكثف والمسؤول أن تخطف الأنظار وتستحوذ على الاهتمام الوطني والإقليمي والدولي لمختلف أوساط ودوائر السياسة والمعلومات والإعلام..! هم رجال سياسة بحق.. ولديهم الخبرة والقدرة على اللعب النزيه ذي النفس الطويل.. والرائع أنهم لا يربطون ممارسة السياسة بمصالح ذاتية آنية بل دائماً ما يمهرون نضالهم بقضايا مصيرية لا يمكن أن يداهنوا حولها أو يساوموا بشأنها.. وهذا سر توهجهم وقوتهم وديمومية حضورهم وفاعليتهم وتأثيرهم في المشهد السياسي الوطني مهما تعثر مسارهم وواجه من الخطوب والعثرات والمخاطر..! ربما ما يعيب القيادات السياسية الجنوبية هو تعدد أطيافها وتكويناتها وتنوع مساراتها ورؤاها ومواقفها..لكن هذا العيب استطاعت أن تحوله إلى حالة إيجابية رائعة يتأسس عليها ثراء الحياة السياسية والفكرية وتشبعها بالأطروحات والحلول الناجعة..! ومن التعدد والتنوع دائماً ما تستطيع بمهارة أن تنتقل إلى التوحد بصورة مرنة تبعث على الإعجاب، ذلك أن جميعها يقف على تربة نظيفة تخلو تماماً من أوساخ المصالح الضيقة، وتمتد بحجم وامتداد القضايا المصيرية العادلة..! هذا هو الفرق بين قوى عادلة تقف على أرضية صلبة ونظيفة من أجل قضايا عادلة وبين قوى انتهازية لا قضية لها سوى مصالحها الذاتية الضيقة، ولا مكان تقف عليه سوى أرضية رخوة تهتز وتتناثر من أية رياح عابرة..! لقاء البيض وناصر في بيروت، ولقاء العطاس وأحمد في مسقط، ولقاء الجفري وعبيد في القاهرة، واللقاءات المكثفة لقيادات الحراك في الداخل هي ضرورة وطنية تفرضها تحديات المرحلة، وقد استوعبت هذه القيادات مقتضيات هذه الضرورة بصورة واعية ومسؤولة..وبالتأكيد فإن هذه اللقاءات وهذا التواصل هو قوة ردع في وجه دعاة التمزق وقوى الظلام والاستبداد.. كما أنه قوة للحراك الجنوبي بنضاله السلمي وقضيته العادلة..وهو في الأخير قوة وانتصار للقوى المدنية السلمية على مستوى اليمن..! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك