المهم اليوم هو كسر قوة الجمود المهلكة، وحالة الركود القاتلة، التي تحاول تكريسها بعض القوى التقليدية خوفاً من تدفق نهر التغيير الثوري الجارف.. والأهم هو التحرر من سبات الأفكار الدغمائية المتوارثة والخروج إلى فلوات الحرية وانبعاث القيم الفكرية والروحية الجديدة المستلهمة من روح الثورة..! فالأوضاع المتشابكة والمعقدة اليوم تنذر بانهيارات غير مألوفة في دراماتيكيتها، إذا ما سادت مهادنة الشعب مع هذه القوى إلى ما لا نهاية .. والأمر يتطلب مواجهة صريحة مع قوى التعقيد والتجميد والتعطيل لمياه التغيير الجارية، بإفساح المجال للقوى الثورية الجديدة والأفكار الجديدة التي تعكس ديالكتيك الواقع الراهن، وتمكن الجميع من التجدد نوعياً وبصورة ديناميكية متجاوبة مع حالة التغيير ومنسجمة مع مقتضياته بأبعادها السياسية والاجتماعية.. يستمر الفكر المبتذل لمعنى الثورة من قبل القوى التقليدية، والاستخفاف بالجوهر الوطني والإنساني للثورة الشبابية السلمية وإلباسها شكلاً خشناً ينفي خاصية الوعي بماهيتها ووظيفتها الاجتماعية، وهو ما يحدث فعلاً اليوم بسبب عمليات اغتصاب الثورة واختطافها والالتفاف عليها، والاستمرار - حتى بعد الثورة التي اندلعت ضد هذا – في تكريس ثقافة عبادة الفرد – المشيخي والديني والعسكري – بوصفه نظاماً للاستبداد.. ذلك أن عبادة أفراد معينيين، يستتبع الموت فقط، والفناء الاجتماعي التام. إن «ورثة» الثورة الأدعياء يسترون نشاطهم اليوم بستار ديماغوجي من الشعارات الثورية.. ويعتقدون أن هذا التنكر المرائي سوف ينقذهم في أعين الشعب من افتضاح أمرهم كأشخاص فقراء روحياً عديمي الإيمان والتقوى بالثورة والتغيير..! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك