رواية “ كود بلو” لمروان الغفوري تمثل في تقديري “مفتاح صول” القراءة التالية للرواية الماثلة بعنوان “الخزرجي”، التي يستعيد فيها السارد ذات الزمن الدائري لروايته الأولى، ولكن بتكنيك ومقاربات مُغايرة. رواية مروان السابقة تجعل التماهي بين الطبيب والموتى تماهياً سيكوباتياً سيكولوجياً؛ حيث تنزاح الحكاية إلى أبعاد سيكوباتية لا يعرفها إلا من خَبَرَ المستشفيات وأروقتها الغامضة، وكأن الموت والحياة في تلك الأروقة والصالات يتماهيان تماهياً جبرياً، ولكن بطريقة مفارقة للموت السريري المؤقت المقرون بالمنام. كان الروائي الايطالي ألبرتو مورافيا مولعاً بعلم النفس, مخطوفاً بمقاربات علماء النفس الكبار «فرويد» و«بافلوف»، وفي روايته الستينية بعنوان( أنا وهو وهي) توغَّل في استنطاق الطاقة الجنسية المفارقة لأزمنة الوجود الفيزيائي المألوفة، لنتتبع معه سلوكيات غامضة، ومفعمة في ذات الوقت بديالوج “سادي / ماسوشي” لا يخلو من لذة عارمة، تفيض بتوتراتها الصاعدة حد الغيبوبة. والآن.. أنا لست بصدد إعادة تناول “كود بلو”، ولكن بصدد رواية جديدة سطرها مروان، واستلمت مخطوطتها قبل الطبع، حيث علمتُ منه أنها ليست المخطوطة النهائية للعمل، وإذا كنت سأكتب عن المخطوط، فإن المجاز يكمن في أساس الكتابة الناجزة التي ننتظرها بعد أن تأخذ الرواية مجراها للطبع، كما لو أنها تخرج من الموت السريري الأول للموت السريري الثاني؛ أقصد من الحياة الأولى إلى الثانية. قال تعالى في سورة “غافر”: (( قالوا ربنا أمَتَّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل)) فتأمَّل. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك