إصرار اليمنيين على رفض العنف والانقلابات والتآمر في سبيل الوصول إلى السلطة لم يعد قابلاً للتحوير والتبديل؛ لأن اليمنيين قرروا خلال الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 21 فبراير من العام الماضي إرساء التقاليد الديمقراطية التي تعزز بناء الدولة وتحقق الأمن والاستقرار، وتحقن الدماء وتصون الأعراض والأموال والسيادة الوطنية، وتعيد لليمن مكانتها التاريخية، وتجسد الشرعية الدستورية، وتعيد للمستوى الحضاري والأخلاقي والإنساني اعتباره، وهنا ينبغي الكف عن الممارسات الهمجية التي تعمق الجروح أو تثير الفتنة أو تنبش القبور. إن على القوى السياسية أن تؤمن إيماناً مطلقاً بأن السبيل الوحيد للوصول للسلطة هو الانتخاب الحر المباشر عبر صناديق الاقتراع، وما دون ذلك لم يعد الشعب يقبل به، ومن أراد أن يمد جسور الثقة مع الشعب فعليه أن يسلك هذا الطريق الوحيد، أما مَن في رأسه جنون العظمة والاستعلاء فإن الشعب قد بلغ درجة من الوعي الذي يمكنه من إدراك الحقيقة ومعرفة من يؤمن بالديمقراطية ومبدأ التداول السلمي للسلطة، الأمر الذي يجعله يدرك حقه في منح الثقة أو حجبها. إن الفرصة متاحة أمام الأحزاب والتنظيمات السياسية لمد جسور الثقة فيما بينها وبين مكونات الشعب، وينبغي عليها أن تسلك طريق المصالحة فيما بينها كأحزاب وتنظيمات سياسية لتنهي حالة الاختلاف والثأر السياسي الذي تعانيه، ثم تتجه نحو مد جسور الثقة مع الشعب، أما القوى السياسية المصرة على الانتقام والإقصاء والتهميش ولا تقبل بالديمقراطية فإن الشعب لن يتصالح معها ولن يقبل بها؛ لأنها ضد إرساء التقاليد الديمقراطية، ولا تؤمن بالتداول السلمي للسلطة. إن الحوار الوطني هو البوابة المشرعة للانطلاق صوب فبراير 2014م من أجل خوض الانتخابات الرئاسية والمحلية والنيابية، ولذلك ينبغي على القوى السياسية أن تجعل من الحوار الوطني الشامل فرصتها الذهبية لزرع الثقة، ومد جسور التواصل مع الآخر، وعدم التمترس خلف الأوهام والأحقاد؛ لأن الفرصة متاحة للجميع لإزالة الحواجز النفسية التي تراكمت خلال الأزمة السياسية، وبات من اللازم إدراك ما يمكن إدراكه في الحوار الوطني من أجل اليمن الواحد الموحد بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك