كم هي غريزة التحاصصات مدمرة.. بينما لا يمكن لذهنية التقاسمات أن تؤسس بلداً محترماً على قاعدة الكفاءة. 30 ألف طالب في جامعة تعز تتعطل دراستهم مجدداً رهناً لأهواء الصراعات الحزبية على المناصب.. ونشير إلى أن الفوضى الإدارية والتناحرات السياسية طالت أحلام آلاف الطلاب. هذا الفساد المضاعف الذي أتحفتنا به المرحلة لايرد الاعتبار للجامعة أكاديمياً ومهنياً، بقدر ما يكرس اللامؤسسية ويجعل الجامعات مجرد بؤر مقرفة للحماقات الحزبية التي غايتها مصالح أعضاء الحزب لا تطوير وتنمية العملية التعليمية الهشة في الأصل. والحاصل في جامعة تعز الآن مثلما في غالبية أجهزة الدولة للأسف: المؤتمر والمشترك ينحازان فقط لتلبية ذهنيتهما الغنائمية في الاستئثار.. على أن كل ملوث بالحزبية في جامعة تعز يجب إزاحته من قيادتها القادمة تماماً بدون تلكؤ أو تواطؤ عبر قرارات حاسمة لا مهادنة فيها على الإطلاق، ما لم فإن التأزيمات الممنهجة ستستمر، كما أن ضرر الطلاب سيتفاقم دون أي تحسن مأمول، وفي هذا امتهان كبير لحقوقهم في بيئة جامعية صحية مشجعة بدون تعسفات أو مفاسد. لذلك لا يمكن استمرار انتهاك العقليات الحزبية وسيطرتها عبر قرارات تعيين مخالفة للوائح الجامعة وللقانون، وصولاً إلى تعطيل الدراسة في حال عدم التوافق، مع أن معظمها قرارات مزاجية بلا معايير حقيقية غير المعايير الحزبية في المقام الأول، إضافة إلى معايير الانتماء الأمني المشينة جداً، بحيث إنها مازالت تجسد ذهنية مرحلة صالح ببجاحة مقيتة وصادمة حتى اليوم. والمعنى أنه يجب فوراً تحرير كل الصروح الأكاديمية في البلد من تلك المعايير المجحفة والمتدهورة واللامسؤولة وذات العنف الرمزي وغير المزدهرة بمقومات البيئة الأكاديمية الناضجة واللائقة نحو حماية الحياة التربوية من سوء الإدارة وتقويمها وتصحيحها وصيانتها وإعادة الثقة المفقودة بمخرجاتها. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك