أضم صوتي إلى صوت الزميل محبوب علي، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الإعلامية وهو يدعو أصحاب الرسالة الإعلامية إلى مغادرة مناطق التجاذبات والمكايدات وتقدير الظرف الاستثنائي الذي يمر به الوطن راهناً والعمل على توطيد اللحمة الوطنية وتقريب وجهات النظر وفي الإطار الذي يوحد الطاقات ويساعد الأطراف السياسية تجاوز الموروث السلبي من المماحكات وصولاً إلى التسوية السياسية الشاملة التي تحفظ لليمن وحدته واستقراره وتطوره. أتذكر أنني في هذا الحيز وغيري كثيرون قد استبقوا دعوة الزميل محبوب علي إلى عقد طاولة للحوار بين أفراد الأسرة الصحفية لوضع ميثاق شرف ينأى بهذه المهنة وأرباب هذه الرسالة من حملة الأقلام الوقوع في شرنقة هذه التجاذبات والمماحكات الكيدية التي ستلحق بالوطن أفدح الضرر.. وها هي التسريبات الهادفة تصفية الحسابات الشخصية والحزبية تعود مرة أخرى إلى واجهة المشهد الإعلامي ممتطية ظهر هذه الوسائل لخطورة تأثيرها على الرأي العام الداخلي والخارجي، الأمر الذي يتطلب من الأسرة الإعلامية سرعة التداعي إلى عقد هذا اللقاء لوضع المخارج الممكنة لأزمة الخطاب الإعلامي السائد. وبالمناسبة، فإنني أستغرب أن يكون الفرقاء السياسيون – أو لنقل بعضهم – أكثر تفهماً لخطورة الواقع فيعملون بكل دأب ومثابرة على إنجاح مؤتمر الحوار الوطني بالمشاركة الجادة المسؤولة بحثاً عن بصيص أمل يعيد الحياة اليمنية إلى مجراها الطبيعي وينطلق بقدرات المجتمع إلى آفاق رحبة ومستقرة، في الوقت الذي تتنازع الرسالة الإعلامية خليطاً من الاجتهادات الشخصية والنفعية أحياناً أو بأن تكون مطية للآخر في أحايين أخرى، وذلك وصولاً إلى مربعات الاصطياد في المياه العكرة بحثاً عن دور أو شهرة حتى وإن كان ثمن ذلك فاتورة حساب باهظة يدفعها الوطن من أمنه الداخلي واستقراره الاجتماعي ولحمته الوطنية. وبطبيعة الحال، لست أقصد من تناولتي هذه حصر الأداء الإعلامي في نمطية الأداء وتجريده من دوره الرقابي وسلطته الناقدة للظواهر السلبية، بل وجعله سمجاً لا طعم ولا رائحة ولا لون له، وإنما أعني – من كل ما سبق – تقويم الخطاب الإعلامي وفي ضوء الرسالة الوطنية التي يستهدفها في هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخ اليمن الجديد الذي تحدق به ومن حوله كل الصعاب والتحديات والمخاطر.. وبأن يعمل الإعلاميون جادين على تخليص هذا الخطاب من الشوائب الدخيلة والمصالح الأنانية الضيقة والابتعاد عن التهويل والمبالغة وبحيث لا تتحول بعض هذه الوسائل إلى مجرد حنفية تتدفق من خلالها مياه آسنة من الأكاذيب والافتراء والمعلومات المضللة والتسريبات التي لا تخدم القضايا الوطنية بأي حال من الأحوال. لذلك سأظل أكرر الدعوة إلى ضرورة التقاء الأسرة الإعلامية على طاولة حوار لوضع ميثاق شرف إعلامي يخلّص المرحلة الوطنية الراهنة مخاطر الانزلاق إلى رهانات خاسرة جراء هذا الخطاب الإعلامي المحموم الذي تتعالى وسطه ألسنة اللهب وسحب الدخان وتتضاءل معه أصوات العقل والموضوعية، كما يندر فيه ومعه إشاعة البهجة والتفاؤل بالمستقبل على أقل تقدير!. رابط المقال على الفيس بوك