تعزف منظمات المجتمع المدني ذات الدعم الخارجي على وتر المرأة كأهم أوتار القيتارة المجتمعية التي لا يكتمل جمال لحنها إلا بوجود هذا الكائن الجميل الرقيق الذي يزعم البعض أنه نصف المجتمع ويرى آخرون أنه كل المجتمع باختلاف نوع وحجم الدور الذي تؤديه المرأة داخل وخارج نطاق الأسرة بشكل خاص، والمجتمع الوظيفي بشكل عام، تعكف تلك المنظمات على إخراج وتقديم برامج متعددة منها تجريم قضايا العنف الذي تتعرض له المرأة بأشكاله المتعددة والتي يعد بعضها عرفاً يمارسه المجتمع دون أن يستشعر حجم الخطر الذي يترتب عليه والأضرار التي تعانيها المرأة جراء استمراره خلف استار العادات حيناً والقانون حيناً آخر، والمشكلة لم تعد في تلك العادات والأعراف أو ذلك العنف، والقانون الذي يحمي وجوده، بل إن الأمر أصبح يتعدى ذلك بعد أن لاحظنا وعلى أرض الواقع ملعقة السم التي تدسها تلك المنظمات في كأس الحقوق والحريات الذي تحتسيه نساء اليوم دون أن تستشعر حلمات التذوق الموجودة على سطح فطرتهن أنهن واقعات في شركٍ كبير قد ينقلهن إلى مستنقع الحضارة الزائفة والمدنية الهشة التي وصلت لها نساء المجتمعات في العالم الأمريكي أو الأوروبي، ثم دفعن ثمنها من كل ما يملكن من صحة وجمال وحياء ومال.. إن هذه المنظمات التي تدعي تحقيق القدر الأكبر من العدالة الاجتماعية صرفت أنظار الرأي العام عن قضايا أكبر وأهم ليتسنى لها نشر ثقافتها الانفتاحية التي تتدخل في قضايا شرعية حسمها الإسلام في كتاب الله وسنة رسوله منذ ألف وأربعمائة وأربعة وثلاثين عاماً.. ومن أكثر ما يمكن أن يلحظه المرء ببساطة في أمور تلك المنظمات والمنتديات والمؤسسات أنها تستضيف لديها ذوي الاتجاهات والميول القابلة للتغيير متجاهلة أصحاب الرأي والمشورة والخبرة الدينية والاجتماعية الرائدة، لذا فإن جمهورها من أولئك الشباب الذي لا يزال واقفاً بين وجهتين، رأي مفروض لا يملك السبيل لإسقاطه على أرض الواقع، وآخر مرفوض يسخر له هؤلاء كل ما يملكون لإنزاله منزل التطبيق والتنفيذ.. وإلى حدٍ ما فقد نجحت تلك المنظمات في تهيئة جيش من الشباب المدني الذي يقول ما لا يفعل ويفعل ما لا يقول في ظل التقهقر التوعوي للدعاة والمثقفين وأصحاب التأثير المجتمعي، حتى وصل الأمر بهؤلاء مؤخراً إلى التطاول على حجاب المرأة وإثارة زوبعة من الآراء حوله واستقطاب الكثير من الفتيات وغسل أدمغتهن بطريقة أو بأخرى حتى يتحدثن عن الحجاب كعادة وعن الحشمة كقرار فردي وعن العفاف كحرية شخصية، كما وصل كيد هؤلاء المتطفلين على مجتمعنا إلى فتح باب حرية الأديان حتى يصير من حق المسلم أن يرتد دون إيقاع حد الردة عليه وأن ذلك عنف ما بعده عنف مصورين ديننا الإسلام كدين إرهاب ليس إلا وحجتهم في ذلك انتشار الإسلام في بلاد الكفر ودخول أصحاب الديانات المختلفة في الإسلام، وأن تلك البلدان لا تنفذ حد الردة على معتنق الإسلام فكيف ينفذ المسلمون هذا الحكم على معتنق المسيحية مثلاً؟! لقد وصل الحال في بعض نساء المجتمع حد الشطط والخروج عن أخلاق الدين الحنيف التي دعت إلى الحشمة والطهارة والعفة لما تحققه من اتزان وسلام اجتماعي بين الرجل والمرأة بمراعاة الفطرة التي خلق عليها كل منهما، وأصبح لزاماً على علمائنا ومثقفينا وكل من تأخذه حمية الدين ويعنيه أمر الأمة أن يجتهد في إيضاح الحق وإزهاق روح الباطل بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن والخروج بنساء الأمة من هذا المنعطف الصعب الذي وضعها فيه دعاة الحضارة والانفتاح والعدالة الاجتماعية، فهل تقوم الحضارة على إنكار الفطرة والتفسخ وخلع الحجاب وإنكار الحدود في علاقة الرجل بالمرأة؟! هل تتحقق العدالة الاجتماعية بالردة عن الإسلام؟! وهل يعني الانفتاح أن يتغير الدور الذي تقوم به المرأة وقد منحها الإسلام أعظم الأدوار وأجلها وأقدسها حين قال رسول أمتنا عنها “والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها”؟!! أين أنتم يا علماء اليمن ويا دعاة السعيدة من هذه الموجة الفاسدة التي ترعاها مواثيق دولية وقعتها بلادنا دون أن تحسب حساباً لنتائجها على مجتمع كل إناء فيه ينضح بأسوأ ما فيه؟ إنه التغيير الذي تزعمته بعض النساء، التغيير إلى الأسوأ، وإن غداً لناظره لقريب. رابط المقال على الفيس بوك