تشارك اليمن في فعاليات مؤتمر المانحين لدعم الصومال الشقيق ضمن أكثر من خمسين دولة ومنظمة؛ تهتم جميعها بوضع استراتيجية لإعادة بناء الدولة ودعم القوات المسلّحة والأمن والحكم الرشيد في هذا البلد الذي عصفت بهِ المحن والحروب والمجاعة طيلة العقود الماضية؛ إذ يأتي مؤتمر لندن للمانحين في إطار سلسلة من الاجتماعات الأممية التي تُعنى بمساعدة الصومال ومحاولة إخراجهِ من الدوامة التي يعيشها وعلى النحو الذي يجنّبه إعادة إنتاج الصراع المسلّح الذي يلقي بأعباء سلبية وخطيرة لم تقتصر تأثيراتها على الداخل الصومالي فحسب وإنما تمتد لتشمل دول المنطقة ككل. والحال كذلك، فإن اليمن إحدى الدول المتضرّرة جرّاء استمرارية الاحتراب الأهلي بين الفصائل الصومالية المتناحرة، حيث استقبل اليمن خلال فترة الصراع ما يزيد عن مليون ونصف المليون لاجئ، إذ يمثّل هذا العدد المتزايد، بالإضافة إلى مئات من لاجئي دول القرن الأفريقي، يمثّلون جميعاً تحدياً حقيقياً أمام اليمن الذي يعيش ظروفاً استثنائية صعبة نظراً لمحدودية مواردهِ الاقتصادية وأعباء الأزمة السياسية التي عصفت بالوطن مؤخراً، الأمر الذي يتطلّب من المجتمع الدولي التوقف عند هذه التبعات التي يتحمّلها اليمن في إطار واجباتهِ الإنسانية تجاه تداعيات الأزمة في الصومال. من الواضح أن المجتمع الدولي أصبح يدرك الأعباء المتزايدة التي يعانيها الصومال؛ وبالتالي سعى حثيثاً إلى تأمين ضمانات استتباب الأمن والاستقرار ودعم التحوّل الديمقراطي والإنمائي انطلاقاً من ضرورة التزامهِ بتأمين ظروف التسوية السياسية بين الأطراف المتنازعة والتي أفضت في أبرز تجلياتها الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس حسن شيخ محمود الذي يقود مرحلة توافقية، يأمل المراقبون أن تكون بداية إطلاق صافرة الاستقرار في الصومال الشقيق. إن مؤتمر المانحين الذي تستضيفه العاصمة البريطانية لندن لدعم هذا البلد وبمثل هذه المشاركة الدولية الواسعة؛ إنما يمثّل إحدى صور الجدّية في اضطلاع الأسرة الدولية بمسؤولياتها الإنسانية تجاه بلدٍ عصفت بهِ الحروب وأنهكتهُ المجاعة والمرض وظروف جغرافيتهِ القاسية؛ خاصة أن المرء لا يغفل – كذلك – تداعيات الصراع الإقليمي والدولي على هذه المنطقة وانعكاساتها على ما آلات إليه الأوضاع داخل الصومال تحديداً. إن الكثير من المراقبين استبشروا خيراً بمؤتمر المانحين لدعم الصومال في أن يضع حدّاً لتدهور الأوضاع المعيشية والحياتية للسكان الذين تتقاذفهم رياح الموت جوعاً أو المخاطرة في ارتياد أمواج البحر وصولاً إلى أرض اللجوء التي باتت – هي الأخرى – مثقلة بأعباء وتداعيات هذا اللجوء الذي يكاد ينحصر في وجهتهِ واستقرارهِ داخل اليمن الذي – هو الآخر – يعاني الأمرّين من تفاقم المشكلات السياسية والاقتصادية والإنسانية، فضلاً عن تبعات رعاية ملايين اللاجئين من دول القرن الأفريقي!!. رابط المقال على الفيس بوك