إنَّ شهر رجب شهر أغر في جبين الإنسانية . فضَّلته الجاهلية وشرَّفه الإسلام فهو مأخوذ من (الترجيب) وهو التعظيم لتعظيمهم إياه. ويقال له : (رجم) لأنه يُرجم فيه الأعداء والشياطين حتى لا يؤذوا أحداً من الأولياء والصالحين . وكان يقالُ له : (رجب مُضَر) لأن قبيلة مُضَر كانت تحرِّمه في الجاهلية وتعظّمه أكثر من غيرها . ويقال له (الأصب) لأن الله يصب فيه الرحمة والمغفرة على عباده التائبين ، ويفيض أنوار القبول على العاملين ، ويُنزِّل فيه البركات على البرايا ، ويضاعف الحسنات لمن أقلع فيه عن الخطايا. - وقال أهل الإشارة : رجب ثلاثة أحرف : راء ، وجيم ، وباء ، فالراء : رحمة الله ، والجيم : جرم العبد ، والباء : بر الله كأنَّ الله تعالى يقول : (( أجعل جُرْم عبدي بين رحمتي وبِرِّي في هذا الشهر الحرام )) . وفي أول جمعة من رجب الأغر دخل اليمانيون الإسلام جماعات وأفراداً وتوحّدوا بعد فرقة وتجمّعوا بعد شتات وذلك عندما أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه الذي وصفه بقوله : (( أعلم أمتي بالحلال والحرام )) وأرسله إلى منطقة الجند بتعز، تُعزُّ اليمن. - وفي أوائل شهر رجب وبالتحديد في الخامس عشر من مايو من كل عام يحيي الفلسطينيون ذكرى نكبة فلسطين التي ألمّت بهم في عام 1948م في نجاح الحركة الصهيونية العالمية بدعم من الانتداب البريطاني حينذاك في السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من أرض فلسطين وإعلان دولة إسرائيل. - إنَّ رجب كله خيرات ، وهو شهر حافل بالبركات ، فأكثروا فيه من عمل الصالحات وافعلوا فيه الطيبات، وصلوا فيه على سيد السادات ، وتوجَّهوا فيه بصالح الدعوات إلى باسط الأرض ورافع السماوات فهو شهر حملت فيه السيدة آمنة بنت وهب في ليلة بسيد المخلوقات عليه أفضل الصلوات والتسليمات. - وختاماً يقول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا فيذكّرنا بأيام الله )) ومنها أيام رجب. فهو مفتاح أشهر الخير والبركة التي تصب فيها الرحمات وتزيد الحسنات. للتأمل : بَيَّضْ صحيفتك السوداء في رجب بصالح العمل المنجي من الَّلهبِ شهر حرام أتى من أشهر حُرُم إذ دعا اللهَ داعٍ فيه لم يخبِ طوبى لعبد زكا فيه له عمل فكفَّ فيه عن الفحشاء والريبِ [email protected] رابط المقال على الفيس بوك