إن التغيير سنة ربانية وحقيقة كونية على مر العصور فدوام الحال من المحال و لا بد لنا من الإيمان التام بهذه الحقيقة سواء على مستوى الأمم والدول أو الشعوب و الأفراد والمؤسسات فلا يوجد ما هو ثابت في هذا العالم المتغير إلا التغيير نفسه . ولاشك أن التغيير والتغيُّر، هما قاعدتان لا يُمكن التنصل منهما، أو تجاوزهما، لأن أصل الأشياء الحركة، وليس الجُمود، ولا يُمكننا أن نستحمّ في النهر مرّتين، والواقع كالنهر الجاري ففي كل مرة تستحم فيه، تكون في نهر جديد، أي ماء جديد غير الذي استحممت به سابقا، وكذلك الواقع ، فهو يتجدّد في كل يوم وفي كل لحظة، ومن هذا المنطلق يجب ان تكون ثقافة التغيير سائدة في مجتمعنا اليوم كأفراد ومؤسسات اذا ما اردنا تحسين وتطوير ادائنا الفردي والمؤسسي . وتحقيق التقدم والنهوض لمجتمعنا ووطنا في مختلف المجالات .. وإذا ما نظرنا الى واقعنا اليوم سواء على مستوى افراد وشرائح المجتمع او على مستوى المؤسسات العامة والخاصة في المجتمع . نجد للأسف الشديد ان ثقافة التغيير والإيمان به غائبة تماما لدى العديد من افراد وشرائح ومؤسسات مجتمعنا اليمني فهناك على سبيل المثال مؤسسات لا زالت الى اليوم تمارس مهامها وأنشطتها بأساليب وسياسات تقليدية قديمة عاف عليها الزمن ولا تواكب تغيرات وتطورات العصر في مختلف الجوانب الادارية والتكنولوجية. وهناك افراد يتولون مراكز قياديه وإدارية في العديد من المؤسسات العامة في بلادنا مر على تعيينهم في هذه المراكز سنوات عديدة وأزمنه مديدة دون ان تطالهم رياح التغيير حتى اليوم . رغم تعرض بلادنا والعديد من الدول العربية في عام 2011 م الى عاصفة تغيير اطاحت بأنظمة وقيادات سياسية وتاريخية من عروشها . إلا ان هؤلاء من القيادات الادارية الصغيرة - مقارنة بتلك القيادات - يمتلكون حصانة كافية ضد التغيير !! كما ذكر لى احدهم في المؤسسة التى اعمل بها ذلك بكل غرور وكبرياء !! فعلى سبيل المثل لا الحصر يوجد فى الجامعة التى اعمل بها قيادات ادارية وأكاديمية لمراكز وأقسام وإدارات ودوائر فى الجامعة ما تزال في مناصبها منذ سنوات عديدة دون ان تطالهم يد التغيير رغم تغير رؤساء عديدين للجامعة !! فهل هذه القيادات تمتلك حصانة ضد التغيير ؟ ام ان جامعتنا الفتية عجزت عن انجاب كفاءات ادارية وقيادية من منتسبيها تمتلك المهارات والقدرات المطلوبة لتولى هذه المناصب والمهام القيادية والإدارية ؟؟؟ وما الذي انجزته معظم هذه القيادات الدائمة من منجزات ومكاسب ملموسة للجامعة خلال فترة توليهم لهذه المراكز ؟؟؟ اتمنى ان اجد جوابا شافيا لهذه الاسئلة التى حيرتنى وتحير كل حريص ومخلص لهذا الصرح الاكاديمي . ختاما اقول على جميع مسئولينا الكرام وقياداتنا الرشيدة ان يدركوا تماما ان التغيير سنة كونية ولابد ان تدور عجلة التغيير فى كل مجالات حياتنا شئنا ام ابينا , فكما يقال لو دامت لغيرك ما وصلت اليك , ومن هذا المنطلق عليهم ان يؤمنوا بضرورة التغيير والتطوير ويطبقوه كسلوك تطبيقي فى واقعهم العملى , ويتيحوا الفرصة لدماء جديدة تجدد خلايا مؤسساتنا التى تعفنت بعضها بالدماء القديمة والراكدة والبعيدة عن مواكبة التطورات الحديثة ومتطلبات العصر , حتى تعود لهذه المؤسسات رونقها وبريقها وتتطور فى ادائها وخدماتها لتسهم بفاعلية فى خدمة المجتمع والوطن . وتسهم فى نهضته وتقدمه فى شتى المجالات . فا التغيير الذي ننشده جميعا ونتطلع أن يحققه كل مشاعل وصناع التغيير في وطننا الحبيب , هو التغيير الشامل والمدروس والمخطط المبني على رؤية واضحة وسليمة ودقيقة لمعطيات الواقع ومتطلبات المستقبل , والذي يستهدف في الأساس التطوير والنهوض بالوطن في شتى المجالات . رابط المقال على الفيس بوك