بعيدا عن نظرية المؤامرة فإن مطامع الصهاينة في إيجاد مصادر مياه عذبة بديلة لبحيرة طبريا المصدر الأكبر للمياه العذبة في الكيان الصهيوني قديمة ففي عام 1902 طرح هرتزل أثناء دراسته لإمكانية استيطان فلسطين على الحكومة البريطانية أيام الملكة فيكتوريا والخديوي عباس الثاني تحويل جزء من مياه النيل إلى سيناء ثم إلى فلسطين ويومها شكلوا لجنة للدراسة الميدانية كان ضمنها : بطرس باشا غالي وروتشيلد وتشمبرلن وزير المستعمرات البريطاني، وقالوا إن مياه النيل الزائدة في الشتاء تجري عادة إلى البحر ويجب الاستفادة من 1 % من مياه النيل لري سيناء ثم جزء من فلسطين . يعني ما يقارب 800 مليون متر مكعب سنوياً – من اصل 80 مليارٍ متر مكعب متوسط التدفق السنوي على مصر ثم لأسباب مختلفة توقف المشروع. «د. حنان مصطفى اخميس دنيا الراي 22 /9 /212 م» . في عام 1955 قال ديفيد بن جريون صراحة إن اليهود يخوضون مع العرب معركة مياه وعلى نتيجة هذه المعركة يتوقف مصير إسرائيل فإذا لم ننجح في هذه المعركة فإننا لن نبقى هنا طويلا !! كل هذا والأخوة العرب في سابع نومة . في عام 1974 طرح المهندس الإسرائيلي اليشع كالي مشروعاً سماه مياه السلام يقضي بشق فرع من ترعة الإسماعيلية بعد توسيعها يتم نقله عن طريق سحارة من اسفل قناة السويس شمالاً إلى سينا وخان يونس وصولا إلى تل أبيب وفرع آخر إلى النقب . وقد بدا الرئيس الراحل أنور السادات يتحدث عن المياه والسلام وان الشعب المصري سيقدم المياه لشركائه كرمز خالد للسلام. (ربما نكاية بمن قاطعوه من العرب) ويومها هدد الرئيس الأثيوبي الشيوعي الراحل منجستو هيلا مريم بإجراء تغييرات جذرية على مسار النيل إن بدأت مصر في المشروع وانتهى المشروع على خير ومنذ ذلك التاريخ بدأت إسرائيل بالتوسع في الدول الأفريقية حيث أقامت علاقات واسعة على كافة الأصعدة في اكثر من 32 دولة أفريقية ثم اخترقت جنوب السودان وأقامت علاقات مع الراحل قرنق ودعمت فصيله دعما غير محدود حتى تم انفصال جنوب السودان عام 2011. في عام 1989 اخترقت المخابرات الإسرائيلية، أثيوبيا عن طريق صفقة ترحيل يهود الفلاشا إلى داخل الكيان الصهيوني مقابل قيام إسرائيل بمشاريع تنموية في المجال المائي ولأن دولة إثيوبيا معظم زراعتها تعتمد على المطر ولا تحتاج عادة إلى مياه النيل الذي يتدفق من الأعالي لم تستفد إثيوبيا كثيراً من المشاريع المائية التي أدخلتها شركة تاحال الإسرائيلية الخاصة بتخطيط وتطوير مصادر المياه إلى إثيوبيا حيث قامت بتصميم وتخطيط وعمل اكثر من أربعين مشروعا مائيا على النهر الأزرق وإنشاء 26 سدا لري 400 ألف هكتار «صحيفة الأهرام صلاح عبدالحميد 28 /2 /2012م». مؤخراً أدخلت إسرائيل إلى أثيوبيا فكرة توليد الكهرباء عن طريق الاستفادة من مياه النيل الأزرق أو ما تسميه الطاقة النظيفة لكسب تعاطف العالم ! أي طاقة نظيفة هذه اذا كانت تهدد اكثر من مائة مليون إنسان بالموت عطشا بالله عليكم . إسرائيل تعتبر ثالث أكبر دولة مستثمرة في أثيوبيا وقد ارتأى حكماء صهيون هذه المرة أن يتحكموا في موارد مصر المائية عن طريق إحكام السيطرة على دول حوض النيل وبالأخص أثيوبيا اكبر رافد للنيل حوالي 85 % من النهر الأزرق يأتي من بحيرة فكتوريا في أعالي أثيوبيا من أجل التأثير على مواقف مصر القومية وتدجين وإخضاع حكام ما بعد الثورة المصرية الحديثة من خلال تهديدهم مائيا . وقد قامت مؤخرا هيئة الطاقة الكهربائية الإثيوبية بإنشاء سد النهضة الكهرومائي قريبا من حدود السودان لغرض توليد 6000ميجاوات من الكهرباء يبلغ ارتفاع حاجزه 145مترا بطول 1800متر الأمر الذي سيؤثر حتما على حصتي مصر والسودان المائيتين ولكن مصر بدرجة اكبر باعتبارها المصب الأخير حيث يقول الخبراء أن مصر ستفقد من 10 إلى 20 % من حصتها المائية الأمر الذي سيؤدي أيضاً إلى انخفاض الكهرباء المولدة من السد العالي و قد يشجع جنوب السودان على اتخاذ خطوات مماثلة مستقبلاً للضغط على الشمال ولهذا يجب على الدول العربية أن تضغط بكل ثقلها الاقتصادي والسياسي لمؤازرة الأشقاء في مصر في هذه المحنة وإن لا يقفوا متخاذلين كالعادة لأن الوقت يمضي كما يجب على الأشقاء في مصر أن يدعوا خلافاتهم الهامشية جانبا وان يتعلموا من زعيم المعارضة الأثيوبي قودينا الذي قال في معرض رده على الأحزاب المصرية المشاركين بمؤتمر الحوار حيث طرح بعضهم مغازلة المعارضة الأثيوبية. إن المعارضة الإثيوبية إن لم تكن أكثر وطنية من الحزب الحاكم، فهي ليست أقل منه وطنية. ثانياً يجب عليهم الاستفادة إلى ابعد مدى من العلاقات التاريخية الواسعة التي تربط الأثيوبيين بالمصريين فمن العار أن تخترق إسرائيل الدخيلة أثيوبيا الأقرب إلى مصر حضارة وتاريخا ونحن نكتفي بالقول إن الكفر ملة واحدة ! يا هؤلاء فكروا ولو مرة واحدة تفكيراً سليماً. بالإمكان الذهاب إلى إثيوبيا وتقديم عروض استثمارية ارخص في مجال توليد الكهرباء بالطاقة النووية وبالإمكان أيضاً الضغط على الجهات المانحة بيئيا واقتصاديا باعتبار أن سد النهضة سيشكل كارثة بيئية وزراعية حيث ستفقد مصر والسودان والجنوب السوداني مليارات الأطنان من الطمي الأمر الذي سيؤدي إلى تقليل خصوبة التربة في مصر والسودان. رابط المقال على الفيس بوك