ليس غريباً أن تصبح فتاوى التكفير هي الخطاب المعتمد من قبل الحكام الجدد في بعض الدول العربية ومن والاهم..، فمنذ أن وصلت جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة لاسيما في جمهورية مصر العربية الشقيقة كثرت فتاوى التكفير وأصبحت لسان حال الجماعة الحاكمة، وبموجبها يصبح كل من يخالف توجهاتهم وآراءهم كافراً ومحارباً لله ورسوله وللإسلام.. لم تكن فتوى الداعية الإسلامي وجدي غنيم التي كفّر بموجبها كل من سيشارك في المظاهرات المناهضة للرئيس محمد مرسي والمقرر خروجها في 30 يونيو الجاري لم تكن الأولى فقد سبقتها عدد من الفتاوى التي تصب في نفس الاتجاه وأطلقها عدد من المشايخ وعلماء الدين المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين!. الإخوان المسلمين ومن أجل الحفاظ على السلطة حولوا الدين الإسلامي إلى قميص يرتدونه كلما شعروا بأن مصالحهم في خطر ،واتخذوا من الفتاوى التكفيرية سلاحاً يشهرونه في وجه كل من يقف أمامهم أو يعارض سياساتهم وتوجهاتهم، ضاربين بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وأخلاقيات الرسول الأعظم وصحابته التابعين خلف ظهورهم والتي تجرم وتحرم تكفير المسلم لأخيه المسلم وتجرم أيضاً اتخاذ الدين أو توظيفه لأغراض سياسية ومصالح دنيوية زائلة.. الدين الإسلامي فوق كل الشبهات وهو دين الرحمة والتآلف والمودة والإخاء ،لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ،ولكن عندما طغت المصالح ظهر الكثير من المرجفين الذين يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية واتخذوا من الدين وسيلة لغرض الهيمنة والتسلط على الآخرين حتى أصبح من يستمع إليهم يشعر وكأن الجنة والنار أصبحت بيد هؤلاء وهم المسئولون عن تحديد من هم في النار ومن هم في الجنة.. الداعية الإسلامي وجدي غنيم قال إن الخروج على الرئيس محمد مرسي حرام شرعاً لأنه رئيس منتخب من الشعب مؤكداً أن الخارج عليه كافر.. فكم من الشعب المصري أصبح كافراً بحكم وجدي غنيم؟! الشعب المصري بفئاته وطوائفه المختلفة قرر النزول إلى الشارع للتظاهر ضد مرسي كما سبق وأن نزل هذا الشعب للتظاهر ضد الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وكان منتخباً، إلا أننا لم نسمع أي فتوى تحرم وتكفر من تظاهر ضد مبارك بل على العكس اعتبر مكفرو اليوم الخروج على مبارك جهاداً في سبيل الله وكفروا من لم يشارك في التظاهر ضده!.. فما الذي استجد حتى تتغيير المواقف ويصبح التظاهر كفراً ومحرماً شرعاً ولايمكن القبول بالتظاهرات كوسيلة لتغيير الأنظمة؟!.. الداعية وجدي غنيم هو واحد من كثير من العلماء الذين يوظفون الدين لمصالح حزبية وسياسية..، وهذا التوظيف سيؤدي إلى زرع الضغائن والأحقاد بين أوساط المجتمع كما سيعمل على فرز الشعب بين مسلم درجة أولى ومسلم درجة ثانية وبين مسلم وكافر أيضاً..، استناداً إلى فتاوى العلماء الجدد الذين تظهر تناقضاتهم بين وقت وآخر!.. والغريب أن تبرز وتظهر هذه الفتاوى المناقضة للدين وتلقى قبولاً لدى العديد من أبناء الشعب لاسيما المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين الذين يجدون فيها وسيلة للاعتداء على الآخر والنيل منه.. ووسيلة لزيادة الاحتقانات التي قد تؤدي إلى الفتنة وإشعال الحرائق في أكثر من مكان.. يقيناً إن ماتشهده مصر في ظل هذه الفتاوى الماطرة التي يقذف بها أكثر من داعية وشيخ إخواني لن تخدم جماعة الإخوان المسلمين كما قد يتوقع هؤلاء، بل ستنعكس سلباً على الحياة والتعايش السلمي بين أبناء الشعب المصري وستتحول إلى كارثة حقيقية ستعصف بالأمن القومي المصري.. كون مابني على باطل فهو باطل.. والباطل ينهار وينتهي عاجلاً أم آجلاً!. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: «إن أخوف ما أخاف على أمتي زلات العلماء، وميل الحكماء، وسوء التأويل». [email protected] رابط المقال على الفيس بوك