في بداية الموضوع ..وحين اخترت العنوان.. جاءت على بالي السورة الكريمة القائلة: بسم الله الرحمن الرحيم «ألهاكم التكاثر . حتى زرتم المقابر. كلا سوف تعملون . ثم كلا سوف تعملون. كلا لو تعلمون علم اليقين. لترونّ الجحيم. ثم لتروونّها عين اليقين . ثم لتسألن يومئذ عن النعيم» صدق الله العظيم السورة الكريمة تقول.. إننا ننظر حوالينا ونجد تكاثرنا من خلال التوالد ..وأن هذه النظرة قاصرة ناقصة، لأنها لا ترى إلا إلى من يدخلون الحياة ويزيدون من تكاثرنا.. لكنها لا تنظر أيضاً إلى الجانب الآخر ..إلى من يرحلون عن هذه الحياة يومياً.. لأن التكاثر السكاني، أو تكاثر السكان يلهينا عمن هذه الحياة، يموتون، وكيف أن الرحيل يؤدي إلى تناقص البشر.. كما هو كل ميلاد، ومولود جديد يزيد من البشر.. وحسب السورة أننا لا نضيق من التهائنا بتكاثرنا على الأرض إلا عندما نزور المقابر ونرى كم رحل قبلنا، ونتذكر أننا ميتون، وعائدون إلى بارينا، وهناك ينتظرنا حساب وعقاب، تؤكد السورة أن البشر سيعلمون علم اليقين أنهم سيرون الجحيم، وتؤكد السورة الرؤية المادية.. أي النظر إلى الجحيم.. بمعنى سوف نرى الجحيم رؤيا العين، ونتيقن مما كنا عنه غافلين، لأن الدنيا ألهتنا، وكثرتنا قادتنا إلى الغفلة، والدنيا غرتنا وتنتهي السورة بأننا سنسأل عن كل نعيم حبانا الله سبحانه وتعالى في الدنيا التي غرتنا أنه خطاب عن المتهالكين على الدنيا الغافلين عن الآخرة، والعودة إلى الله والوقوع تحت طائلة الحساب والعقاب ...فتعمر كم ما تريد لكنك عائد إلى الله.. الهث عن الدنيا، وكدس المال والثروة، والنعم وغيرها فإنك تاركها وستسأل.. هل حدثت عن نعم ربك حسب الآية «وأما بنعمة ربك فحدث». إننا نفقد كل يوم حبيباً أو غريباً.. فها نحن فقدنا يوم 2 يوليو الأستاذ الكريم عبدالكريم المرتضى بعد مرض عضال ألم به، وقبله محمد عبدالباري الفتيح، وقبله حزام مغلس من مشائخ ومدراء عموم تعز، وفقدنا عزيزين وأعزاء من الجيران والأصدقاء طبعاً في أيام قلائل إلى حد لم نعد نشعر معه سوى برائحة الموت، ناهيك عن أولئك الذين يرحلون كل يوم في طول وعرض العالم، تاركين ما جمعوا في هذه الدنيا وماكنزوه لله الواحد القهار.. فعليك أيها الإنسان أن تتذكر الراحلين عن الحياة من آدم وحتى اليوم.. فالأرض كلها مقبرة أينما فتحت قبراً، وجدته قبراً سابقاً.. وتعال إلى قول الشاعر: رب لحد قد صار لحداً مراراً.. ضاحكاً من تزاحم الأضداد فليكن الموت لنا عظة، وصحوة من الغفلة، وتحرر من غرور الدنيا.. ولنعمل لغد. رابط المقال على الفيس بوك