جولة المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية في نسختها الجديدة تبدو الأقل حظاً في قدرتها على كسب تأييد الداخل الفلسطيني قياساً بماراثون طويل من المفاوضات نالت تأييداً ملحوظاً لدى جزء من الشارع الفلسطيني، وأفضت إلى الخيبة وانسداد الأفق أمام أي حلول سياسية تفضي إلى إنهاء الاحتلال واستعادة دولة فلسطين عربية حرة وكاملة السيادة. وفقاً لمنطق العدالة التي تتشبث به ذهنية الفلسطيني البسيط يمكن لاسرائيل أن تتخذ قراراً بإعادة الحق الفلسطيني المسلوب إلى أهله، وترك الشعب يقرّر مصيره عبر إرادته الحرة بما يلبّي خياره الوطني الأصيل في التحرُّر والاستقلال وطي صفحة الاحتلال الملطّخة بالاغتصاب والدم. لكن هذا المنطق لا يوافق هوى في نفس أحد باستثناء الفلسطينين بالطبع وشعوب شاب إنسانها واصفر لونه بينما يستميت في التشبث بفلسطين الحرة ويدعو: اللهم انصر أهل فلسطين, اللهم عليك بالصهاينة الغاصبين, لا تحقّق لهم غاية, ولا ترفع لهم راية, واجعلهم لمن بعدهم عبرة وآية، إنك على كل شيء قدير!. تستقبل ذات الحناجر المبحوحة خبر تجدُّد المفاوضات؛ لكنها لا تتوقف في إطلاق سهام الدعوات التي تتوسّع لتشمل هذه المرة كل من لايزال يؤمن بفكرة التفاوض مع اسرائيل كوسيلة لاسترداد فلسطين المغتصبة دون شعور.. وربما دون خجل أيضاً!. لا أحد يدرك كنه المفاوضات ولا طبيعة القضايا التي ستتصدر جلساتها؛ لكن من المؤكد أن اسرائيل هي التي ستكسب في النهاية. وفقاً للذهنية العربية التي عاصرت الاحتلال واستلهمت طبيعة التجارب السياسية السابقة معه فإن اسرائيل لا تخسر أي ماراثون سياسي تفاوضي أسهمت في صناعته أو كان لها يد في إخراجه إلى الوجود؛ وبالتالي فإن الاعتقاد بقدرة المفاوضين الفلسطينيين على تسجيل نقطة انتصار وإن وحيدة علىمائدة المفاوضات؛ هو اعتقاد عبثي، ولا يقل سريالية عن معتقد الطوائف الشيعية إزاء المهدي المنتظر!. في خبر أوردته صحيفة عربية مشهورة فإن استطلاعاً للرأي أجراه مركز دراسات وشمل شعب الضفة الغربية؛ أظهر أن نسبة ساحقة من الفلسطينيين يرفضون الذهاب إلى واشنطن لعقد مفاوضات جديدة مع اسرائيل, في حين ترى نسبة ضئيلة من المؤيدين لخيار السلطة في التفاوض أنه كان عليها أي السلطة في رام الله أن تشترط إطلاق سراح أكثر من 5000 فلسطيني بينهم 13 عضواً في المجلس التشريعي قبل الدخول في أية عملية تفاوضية مع اسرائيل. يبدو هذا كافياً لمعرفة كم أن فلسطين شبّت عن طوق الأفخاخ والكمائن اليوم؛ ولم يعد ثمة مفر للسلطة والعرب عموماً من تفهم استحقاقات تنامي الوعي الفلسطيني عبر التماهي الكامل مع خياراته ذات الصلة بالكيفية التي يمكن لشعب فلسطين أن يسترد حقوقه بها. همسة إن اسرائيل التي تغتصب فلسطين وتتسلّح بأحدث الأسلحة النوعية المتطورة من أجل الحفاظ عليها؛ لا يمكن أن تسلّمها على طبق من ذهب عبر طاولات مفاوضات مختلة الموازين..!. رابط المقال على الفيس بوك