منذ الأربعاء الماضي ومصر المحروسة تشهد أحداثاً مؤسفة على خلفية قيام الحكومة المصرية بفض اعتصام جماعة الإخوان المسلمين في ميداني رابعة العدوية والنهضة والذي نتجت عنه مئات القتلى والجرحى من المواطنين ورجال الأمن. أمر مؤسف أن تُزهق أرواح المصريين وتُسفك دماؤهم الزكية على يد المصريين أنفسهم في ظل غياب صوت العقل والحكمة وبروز صوت الشر والفتنة بقوة طاغية أعمت بصر وبصيرة قيادات جماعة الإخوان المسلمين وجعلتهم لا يتدبرون قوله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا” وقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا..» صدق الله العظيم من المؤسف أن بعض القيادات صمّوا آذانهم ولم يستمعوا إلى صوت العقل والحكمة بتغليب المصلحة الوطنية العليا على مصلحة الجماعة، حيث رفضوا كل المبادرات الهادفة إلى إيجاد حلول سلمية، وأصّروا على عنادهم وعدم الاعتراف بالواقع الجديد الذي فرضه الشعب المصري يوم 30 يونيو الماضي فوضعوا مصلحة مصر أرضاً وإنساناً في كفة وعودتهم إلى السلطة في كفة أخرى رغم إدراكهم أن هذه المعادلة غير منطقية وأنهم لن يستطيعوا حكم مصر منفردين بعد أن رأوا بأم أعينهم ولمسوا بالدلائل القاطعة أن غالبية الشعب المصري يرفضونهم، وأن القضاء والقوات المسلحة والأمن انحازوا إلى الشعب وليسوا في صفهم بعد أن اتضح لهم خلال عام كامل أنهم قد فشلوا فشلاً ذريعاً في قيادة مصر بمفهوم الدولة المتعارف عليه، حيث عمدوا إلى أخونة كل مؤسسات وأجهزة الدولة وإداراتها بعقلية “الجماعة”. لقد أخطأ الإخوان في مصر خلال عام حكمهم أخطاء عدة: الأول: انفرادهم بالسلطة “الرئاسة الحكومة البرلمان” رغم عدم امتلاكهم الخبرة في إدارة أمور الدولة. الثاني: العمل على أخونة مؤسسات وأجهزة الدولة. الثالث: استعداؤهم للسلطة القضائية والقوات المسلحة والأمن والإعلاميين والصحافيين. الرابع: عدم القبول بالمبادرات والحلول السلمية لإنهاء اعتصاماتهم سلمياً. الخامس: تحديهم إرادة الغالبية العظمى من أبناء الشعب المصري وإصرارهم على مواجهة القوات المسلحة والأمن ورفضهم المهلة التي أعطيت لهم لأيام عدة لإنهاء اعتصاماتهم. السادس: ممارسة العنف وتورطهم في ارتكاب جرائم القتل سواء لمعارضيهم أم لرجال القوات المسلحة والأمن، والاعتداء على مؤسسات الدولة وأقسام الشرطة وكنائس الأقباط والممتلكات والمباني العامة والخاصة، وإضرام النار فيها في العاصمة “القاهرة” وعموم محافظات مصر؛ وهو ما يعني جر البلاد إلى حرب أهلية تستهدف في المقام الأول تدمير قدرات الجيش المصري ومقدّرات الوطن والشعب كما حدث في العراق وليبيا ويحدث اليوم في سوريا تنفيذاً للمخطط الصهيوني العالمي المعروف ب«الشرق الأوسط الجديد» الذي تم تفصيله على مقاس الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين وهضبة الجولان السورية ويعد بمثابة اتفاقية “سايكس بيكو” ثانية لتقسيم دول الوطن العربي إلى دويلات عدة ليتحقق من خلال ذلك هدف إقامة دولة اسرائيل الكبرى من المحيط إلى الخليج. فهل تعي الشعوب العربية الخطر الداهم الذي يتهدد كيان ومستقبل الأمتين العربية والإسلامية، وهل يعي الاخوان المسلمون ذلك فيثوبون إلى رشدهم ويتوقفوا عن عنادهم والاستمرار في غيهم الذي إلى تدمير أوطانهم وتدمير أنفسهم. رابط المقال على الفيس بوك