هاتان الكلمتان كانتا عنوانين لخطبتي الجمعة قبل الماضية في أحد مساجد مدينة تعز، أجاد الخطيب المتمكن قراءة الخطبتين ،راجياً من المصلين الإصغاء إليه وهو يشرح معنى البيئة والنظافة ،باعتبارهما متلازمين على مر التاريخ وحظيا باهتمام نبينا محمد «صلى الله عليه وسلم» حين قرن النظافة بالإيمان ابتداءً بالوضوء لأداء الصلوات ومروراً بغسل الملابس وأدوات الطعام والتطهر من الجنابة.. وتذكيره للمسلمين بأهمية الحفاظ على المياه من تنجيسها بالتبرز والتبول فيها خاصة المياه الراكدة ومبدياً أسفه بل وحزنه، أي الخطيب، من تدني الاهتمام بالنظافة بصورة عامة ومطلقة بين الشباب و جزء كبير من كبار السن الذين يتبولون ويتبرزون في أزقة الشوارع التي تتفرع عن الشوارع الأكبر ويراهم ويشاهدهم المارة من الرجال والنساء وبعض الأحيان الأجانب ومن دون أن نخرج من نظرات الاستنكار أو النهي فقد قوته بين أفراد المجتمع. وبما أن هذا الخطيب الفاضل قد سبق غيره من خطباء المساجد والمرشدين وانفرد وفي هذه الفترة التي سرح من يهمهم الأمر بما في ذلك وفي المقدمة رجال الدين والوعاظ عن واجبهم الذي يفرضه عليهم الواقع المزري في اليمن للبيئة والنظافة وأن المياه في تعز قد أقر الأخ وزير المياه والبيئة بأن هذه المدينة تعتبر منكوبة مائياً وبيئياً فكان أول مسؤول في العهد الجديد يدق ناقوس الخطر على أمل أن تقوم الحكومة الحالية وبأقصى سرعة بتفادي وقوع الكارثة الكبرى وتحيق بما يزيد عن مليون شخص يقطنون فيها بسبب شحة المياه وتزايد عدد السكان والتدهور الواضح في النظافة، محملاً الجميع المسئولية بما في ذلك المواطن العادي الذي يساهم في تدني النظافة بما يلقيه في الشارع وخارج من مخلفات وفضلات رغم وجود صناديق أو حاويات القمامة بقرب البيت والمحل التجاري والمسجد. وقد كنا نقول وبما يشبه اللوم للمواطن نفسه على تكليف طفله بإخراج القمامة من بيته دون أن يوجهه بإلقائها بأكياس البلاستيك داخل الحاويات وإلزام الأم أو الأخت بربط الأكياس حتى لا تتناثر منها القمامة سواء وضعت داخل الصندوق أو ألقيت بداخله، مع العلم أن المحافظ رئيس المجلس المحلي ونائبه قد أصدر اقراراً قبل أسابيع يحذر المواطنين من إهمال النظافة وبأن تربط الأكياس بإحكام ووضعها في مكانها الصحيح وهي الحاويات الثابتة المكشوفة التي نزع السكان أغطيتها لضيق الوقت عليهم كونهم جٌبلوا على الاستعجال والتعايش مع القذارات، قائلين أو بعضهم بأن القذارة توجد المناعة لدى الإنسان وأن كثرة النظافة تأتي بعكس ذلك على صحة وقوة الإنسان. وبالأصالة عن نفسنا ونيابة عن كل من حضروا صلاة الجمعة الماضية في مسجد الرضوان بحارة أو حي سوق الصميل بتعز أوجه الشكر لذلك الخطيب وأن يحذو حذوه بقية خطباء المساجد فهم أكثر من يصغي الناس إليهم. رابط المقال على الفيس بوك