ما يحدث في الوطن العربي برمته لم يعد بحاجه إلى تساؤلات مجهولة، فلم تعد فيه تلك العلامات الضبابية كون وضوحه أصبح أكثر من ناصع ، لكن تعاملنا السلبي إزاءه هو من يسعى إلى تعتيمه أمام الآخرين من أبناء جلدتنا حتى نكسب رضى ذلك الجمهور العريض والجالس في الاركانات البعيدة من المنصة يشاهدنا وغايته تكمن في رفع مستوى حماس التدمير لدينا إلى اقصى درجات البطولة اليائسة والمنحطة .في الماضي كان هذا الجمهور يطفيء نيران جوفه المشتعلة بالحقد والكراهية لنا عن طريق الاقتراب والمنازلة إلا أن هذه النقطة كانت بمثابة التكبيد المؤلم بالنسبة له والدليل الأكثر وضوحاً مدى ذلك الترابط بين أعضاء جسد الوطن العربي الذي تمكن ولفترات زمنية طويلة من العيش في ظل نهج حياة حرة وكريمة شعارها «النخوة العربية» والتي كانت تسري في الوريد .اليوم ذلك الجمهور لم يكلف نفسه تذكرة التفرجة، وعن بعد اصبح منتصراً ومتمتعاً بتحقيق أهدافه وخططه أو حتى عناء القدوم إلينا ، لكننا لا نحمله مسؤولية تدمير هذا الجزء الساخن من العالم “الوطن العربي” لأننا لن نخلوا من الاشتراك في ما نواجه من تعذيب نفسي وبنيوي وزعزعة أمن واستقرار موطن الإسلام الذي ليس من المفترض بل من الواجب المحتم على من فيه نشر هذا الدين القيم في كل جزء من العالم ,ولعل التخلي عن هذا المبدأ والغاية السامية هو من مرر الحياة في مذاقاتنا الإنسانية حتى وإن انفردنا بسؤال مهم «لماذا يحدث كل هذا؟» لن نحصل على الإجابة ليس لأنها غير موجودة بل لأن المعتقد السائد في أوساط الجميع أن خطواتهم تسير نحو الصواب دون القبول بآراء الطرف الآخر، الوطن العربي يشتعل في صراع داخلي تسعى فيه كافة الأطراف للبحث عن النصر مع إدراكها بأنها جميعاً خاسرة وتتجه إلى فنكشة تلك الخطوات التي أوهمت نفسها بثورات الربيع العربي المزهرة لتحولها بنفس العقول والأيادي إلى شتاء قارس متصحر، ربما كانت الثورات العربية حق مكفول تمكنت من تعديل الكثير من روتين الحياة والتي باتت مملة لدى الشعوب العربية، في المقابل كانت إشارة للجمهور الغربي كشفت عن وعي ونضوج فكري بدأت العقول العربية تستنير به وخاصة شريحة الشباب، فأثار ذلك المخاوف الغربية بشكل مفزع لوحدة عربية قد تنموا مجدداً فكانت الثغرات المعتاد التسلل منها إلينا لاتزال كما هي وبنفس الاتساع لهذا لم نلبث كثيراً حتى تحولت تلك الهتافات الثورية إلى حمّامات دماء ونيران تلتهم دون رحمة حتى فتات العيش ,ومع ذلك مستمرون في التمزيق حتى مساعي الإصلاح الغربية هي مدمرة في الدرجة الأولى.... رابط المقال على الفيس بوك