الحقيقة أن الأحداث التي جرت ضمن سلسلة ثورات الربيع العربي في مصر كشفت أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك رغم كل سلبيات حكمه.. إلا أن هناك إيجابية يجب الاعتراف بها، وهي أنه خلف مؤسسة عسكرية، ومؤسسة أمنية تمتلك من التأهيل والإعداد، والخبرة والكفاءة، والإمكانيات ما يسر الأعداء إضافة إلى أنه حافظ على العقيدة الوطنية، ولولاء لمصر في كل المؤسستين ..ناهيك عن الاستثمارات في قطاع التصنيع والإنتاج الحربي والمدني التي تملكها المؤسسة العسكرية إضافة إلى قطاع البناء.. وقد أثبتت المؤسستان خلال الأحداث وطنيتهما، وولائهما للشعب، وعلى قدرتها العالية على التعاطي، والتعامل مع الأحداث في مصر بكفاءة، واقتداء، وحرفية، وانتمائهما للشعب.. بغض النظر عن تعامل وزير الدفاع السابق “طنطاوي” الذي أدار الأزمة بقدرة وكفاءة إلا أن الأمور والأوضاع كانت مدربكة واستغلها البعض للوصول إلى الحكم . الوزير “طنطاوي” والذي لا أزال أبرر له ذلك وكأنه أراد أن يكشف للمصريين حقيقة تلك القوى من خلال تجربتهم ..وهكذا رأى الشعب المصري تلك القوى وبمجرد الوصول إلى الحكم كان غدرهم بالمشير طنطاوي وزير الدفاع الذي هيأ لهم الوصول إلى الرئاسة وقام الرئيس محمد مرسي بعزل وزير الدفاع “طنطاوي” ..وجاء بالفريق أول عبد الفتاح السيسي وزيراً للدفاع الذي اظهر ومن أول وهلة مقدرة غير عادية في قيادة وزارة الدفاع والمجلس العسكري الأعلى. وعلى مدى سنة من يونيو 2012م وحتى يونيو 2013م وجد المصريون أن البلاد تسير نحو الهاوية ووجد الشباب المصري أن ثورتهم سرقت واغتصبت منهم، وأن ما فعله الرئيس مرسي خلال سنة ليس ما حلموا، وتطلعوا إليه من ثورتهم فأعادوا ترتيب أوراقهم، وشكلوا حركة تحت اسم تمرد، وحدودا أهدافها... كان أولها إسقاط النظام وعلى مدى أشهر استطاعوا أن يتواجدوا في الشارع المصري ويجمعون ما يقارب أكثر من 22 مليون توقيع تطالب بإسقاط مرسي ويدعون إلى العودة إلى الساحات والميادين، وذلك في 30 يونيو 2013م ولم يأت ال 30 من يونيو 2013م حتى كانت الميادين والساحات في مصر تكتظ بنحو 30 مليون مواطن يطالبون برحيل مرسي مقابل مئات الآلاف من الإخوان وأنصارهم الذين يطالبون ببقاء الشرعية التي هي مع مرسي ويتهددوا يتوعدوا الآخرين بالويل والثبور وعظائم الأمور كل شعب مصر الذي لم يجد مأوى، ولا ملجأً له سوى الاعتصام أمام وزارة الدفاع وحسم الأمور قبل أن يقرروا هم بحسمها بالمواجهة مع الإخوان مهما كانت العواقب التي ستؤدي إلى ذلك الجيش المصري تلقف الموقف الشعبي وصار السباق بين القوات المسلحة وتلك القوى.. قبل ال30 من يونيو موعد تجمع الاعتصامات واكتمالها بأيام محدودة سارع الجيش بالنزول الميداني في كل أنحاء الجمهورية لحراسة وحماية العامة ومرافق الدولة، ولمنع أي صدام بين الإخوان وبقية الشعب واستفحال الفتنة وتحقيق الفوضى الخلاقة ... وانضمت إلى الجيش الداخلية والأجهزة الأمنية، وفي ال 3 من يوليو أعلن الجيش خارطة طريق لتحل دولة انتقالية برئاسة المستشار منصور ..وحكومة تكنوقراط.. وحسب ما سبق لم يكن الجيش بعيداً بل كان في خضم المواجهة مع الرئيس وحزبه لتحرير مصر من تلك القوى ..والاتجاه بها نحو آفاق أخرى وطنية قومية تقدمية وحدوية نهضوية، وتحمل الريادة من جديد في الوطن العربي. رابط المقال على الفيس بوك