“يوسف” كما أسماه أبوه “يعقوب بن اسحاق” وأسماه سيده الذي اشتراه عبداً من بائعه رئيس القافلة “مالك بن زعر بن اسماعيل”.. نعم الذي اشتراه “بوتيفار “عزيز مصر” وزوجته “زليخا” أسمياه “يوزر سيف” كنت أتابع مسلسل “ يوسف الصديق” والذي أظهر التفاصيل في حياة يوسف الصديق عليه السلام بالاعتماد على المرجع الأول “القرآن الكريم” وما جاء فيه عن “يوسف الصديق” عليه السلام، إضافة إلى المراجع التاريخية توافرت عن “النبي يوسف” الصديق التي كشفت عن تفاصيل كثيرة في حياته وأعماله والتحولات والتغيرات والتطورات التي حدثت بفعل سلوك يوسف كنبي يحمل رسالة توحى أو أوحيت له من الله سبحانه وتعالى وبفعل يوسف كسلوك وممارسة في كنف والده يعقوب وفي منزل عزيز مصر مع العزيز وزليخا ومع كل من في قصر العزيز من إداريين وقادة عسكريين وعبيد، وكلا المتغيرات والتطورات هي نتاج للرسالة الإلهية وتكفله إلهياً منذ رماه إخوته في البئر وحتى النبوة وإلى أن صار “عزيزاً لمصر”.. لقد تكفلته العناية الإلهية تربية وتدبيراً وامتحاناً وإعدادً للنبوة ولنبي سوف تناط به حمل رسالة إلهية من السماء مضمونها ثورة شاملة في كل مجال، مضمونها ثورة دينية وثورة اقتصادية وثورة اجتماعية أنيطت به “يوسف” فكراً وتطبيقاً فكان يوسف الصديق عليه السلام الذي تكفل الله سبحانه وتعالى تربية وتعليماً وإعداداً يؤهله كحمل هذه الرسالة الربانية التي كانت فكراً إلهياً ثورياً في مختلف مجالات الحياة. كان تفسيره وتأويله عليه السلام لرؤيا الحاكم أن الأبقار السمينة وكذا السبع السنابل المليئة والخضراء بأنها سبع سنوات من المطر والخصب في مصر بينما السبع الأبقار الجامعة التي أكلت البقر السمان والسنابل الفارغة واليابسة بأنها سنوات من القحط تبلغ سبعاً ستأكل انتاج السبع السنوات الخصبة.. هذا التأويل دفع الحاكم بإطلاقه من السجن وتقريبه منه وإعطائه الثقة وخاصة بعد أن برأت زيلخا والنسوة يوسف وشهدن له بالعفة وبعد أن طرح خطة للحاكم بكيفية مواجهة السبع السنوات العجاف من خلال الإدخار في السنوات الخصبة فزادت ثقة الحاكم ب«يوسف عليه السلام» إلى إقامة خزائن ومالية مصر وعزيزاً بعد موت عزيز مصر “بوتيفار”. الصراع بين كهنة معبد آمون إله مصر والحاكم “أمينحوتب” فرعون مصر كان قائماً بسبب تصرفات الكهنة والمعبد على مقدرات مصر وانتقل هذا العداء إلى “أمينحوتب” الرابع بعد موت الأب إلى الصراع بين الحاكم الجديد الابن وبين الكهنة ..الحاكم الجديد العداء الصارخ بين الكهنة ويوسف ومن خلال الدس ليوسف عنده كغريب عبراني يعادي آمون إله مصر وكهنته عرف أن ليوسف إلهاً آخر وواحد لا ثاني له، وكان الاعتقاد هذا يؤمن به الحاكم “أمينحوتب” الرابع ولشدة إيمانه بيوسف وقدرة إلهه الواحد وتفوقهما على الإله المصري آمون وكهنته أعلن خروجه على عبادة آمون وإخراج تمثاله من القصر وإغلاق معبده في القصر معلناً أنه يعبد إلهاً واحداً هو أتون وتسمى ب”أخناتون” أي عبدالله وأطلق يد يوسف في مصر وعمل يوسف على تحرير العبيد وشعب مصر بإعادة الأرض إليهم، بعد أن كانت بيد قلة من كبار مصر، ويملك آمون والكهنة فكثر اتباع دين التوحيد وجاءت الفرصة للتخلص من آمون والكهنة فأغلق المعبد وسقط تمثال آمون إله مصر على يد يوسف في معركته انتصر فيها جيش “اخناتون” ليساق كهنته إلى السجن لتكتمل الثورة الدينية بإيمان مصر بالإله الواحد.. إله يوسف وفي خلال سنوات القحط حرر العبيد ليصبحوا ملاكاً، وأعاد الأرض لشعب مصر بدلاً من احتكارها لمعبد آمون وكهنته والقلة من كبار مصر، فتساوى عند هذا الحد كل أبناء مصر لتكتمل الثورة الاقتصادية والاجتماعية فلم يعد هناك سادة وعبيد ولا ملاك وأجراء في مصر، وتحققت رؤياه في الصغر حين قدم أبوه وإخوته وأهله إلى مصر وسجدوا أمامه تحقيقاً للآية الكريمة “ يا أبتي أني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين” وهكذا هي الأديان السماوية ثورات إلهية قادها المرسلون ضد الظلم والطغيان والعبودية والاستغلال والاحتكار والجحود والإنكار والإيمان بالله تعالى سبحانه وليست كهانة وكهنة. رابط المقال على الفيس بوك