تخوض الآنسة هدى آل نيران القادمة من وراء الحدود للبحث عن حبها ملحمة الحياة, حبها هو حياتها .. خلاياها ..روحها المعلولة والمنكهة في البحث عن ذاتها البعيدة المطاردة بجيش من الاعراف المتسلحة بهواجس العيب وحماسة اسقاط العار . أي عار هذا..؟! ثمة حمق وغباء ومفاهيم مغلوطة وتزمت جرى تلفيقه على الذهنية الجمعية في لحظة استغفال عجيب .. العقل الجمعي يسرق بتواطئ المجتمع ,لصوصية الاعراف المشوهة فاقت كل تصور أيها السادة . قدمت هدى الى اليمن ,اجتازت الاسلاك الشائكة وحرس الحدود ووطأت اقدامها هذه البلدة .. هنا أرض الحب وجغرافية الحبيب, تصرخ هدى في وجه خصوم الفضيحة الملفقة :«ما أبي إلا اليماني..!!». ينقل الصديق العزيز فيصل علي عن احدهم :«لو لم تنطق هدى بشيء سوى هذه العبارة لكفت لكي نقاتل معها الى آخر نفس». هنالك على جدران «فايس بوك» نخبة تنتصر لحق هدى في اللجوء العاطفي ,اخرون يجلدونها بشراهة ,يقول هؤلاء انهم في غير ما استعداد للدفاع عن «هدى اللي ماعملت حساب لعارها»!. في السابق كان العار هو السليل الشرعي للرذيلة ,قدمت هدى آل نيران الى اليمن للبحث عن حبيبها الذي تريده زوجاً لها ..منذ متى كان الزواج رذيلة..!؟. تبدو فكرة الهرب غير لائقة بالمرة ,وتعبر عن حالة من الانحراف والطيش والنزق الذي ما كان يجب ان يحدث من البداية .. نتضامن مع هذه القضية فقط لاعتبارات تتعلق بكونها تجاوزت مشهد الهرب إلى حالة انسانية تستدعي التدخل والانتصار لها . ماكينة الانتقاص من قضية هدى وعرفات لم تتوقف, الأكثر ليونة والأقل تواطئاً مع قرين عصبويته يهمس : لدينا من المشاكل ما يكفي, هناك قضايا كبرى وأخرى مصيرية يتعين علينا الالتفات لها فاتركوا هدى وعرفات وشأنهما!. في الاندفاع لمناصرة قضية ذات خاصية انسانية ؛لا مجال للحديث عن قضايا كبرى واخرى مصيرية ,الانسانية قضية مصيرية ,الحب قضية مصيرية ايضا . استدعاء السياسة كمعيار لتصنيف القضايا ما بين مصيرية ومهمة وغير مهمة عمل غير لائق وينم عن قصور في إدراك مضامين الابعاد العميقة لطبيعة القضايا . في مهمة الانتصار لحب يراد له أن يدفن حياً دافقاً بالدم والعواطف نتجرد من كل شيء إلا من إنسانيتنا ,من بين كل هذه الاجواء المطمورة بغبار السياسة نحتاج الى مناصرة قضية حب واحدة نستشعر معها حقيقة كوننا ننتمي إلى آدم الانسان . لم يمت ادم بعد ,مازال يقطن صنعاء ويستقبل خبر قدوم حوائه بترحيب متهلل الاسارير راميا بجلبة ضغوط العرف المشوه وضوضاء وعيد القبيلة عرض حائط الاهمال . التمترس خلف اشكالية «هروب هدى» لم يعد هناك ما يبرره ..أخطأت هدى على نحو فادح حين قررت الهرب ,واخطأوا هم عندما قرروا حجر ذهنياتهم عن الانطلاق لمواكبة مشهد اخر يروي فصول قضية حب تطورت سريعاً بفعل تفاعلات منطقها المدهش لتصبح قضية رأي عام في غضون أيام!. هناك من يجرح الأعراف بتزمته الجارح للانسانية والحب ,هناك من يذبح الدين قرباناً لفاشيته الدينية!. منذ زمن لم نتذوق طعم الانتصار .لا يقظة شعوبنا افضت الى بروز ظاهرة العرب المتسلطين الذين حاربوا كل شيء والآن يخوضون ملحمة لوأد الحب .. تبدو معركتنا الراهنة سهلة وممكنة الانتصار فدعونا ننتصر على التسلط العربي ولو لمرة واحدة!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك