من المؤكد أن كل يمني غيور على وطنه مدرك لمعنى اغتيال الأحلام وما تعقبها من سنوات العناء والضياع واحتدام الصراعات الداخلية المستنزفة والمؤرقة للجسد الوطني والبشري في إشتعالات متراوحة تحت منظومة الأعمال السياسية الممنهجة لعناصر دائماً ما تشير رؤوس سهامها نحو كراسي السلطة، فلا أنها أثمرت ولا أنها انتهت، لن يسمح بتكرار المشهد السياسي الأكثر ضنى وألم, وسيكون في واجهة الصد لكل أرباب النفوس الواهنة بضعف وإذلال مشين لا تحمل في فكرها الهدام سوى ما يعصف بكل الآمال من حقد بغيض, ورغم إدراكها الكامل بتنفيذها بنود وأجندة مخططات العدو المتربص بنا دوماً في زاوية الشر إلا أن شعورها لم يسعفها بإحساس كمية الذنب المثقل على كاهلها، فعاودت إلى سيناريو الخيوط الركيكة في محاولات فاشلة لتكرار ضربة الغدر الجبانة لتهدم الأسوار فوق المستظلين تحتها من حر الشموس اللاذعة. قبل ما يقارب 37عاماً وبأيادي لا تعرف معنى الرحمة أعلنت تلك النفوس المعتوهة من خلال اغتيالها لهذا الوطن في ظرف كانت الأحلام لاتزال ترتسم على إركاناته الواعدة تجردها الكامل من كافة الانتماءات إلى وطن أقدمت على ذبحه بعماله بشعة استنكرتها كل رفوف المنازل وأغصان الشجر المتدلية, وقطرات الماء في الجداول وكل شيء في أرض اليمن، معتبرة أن القضاء على مساعي النمو والتقدم والازدهار الحقيقي بمثابة انتصار لها ولمن يقف خلفها من أياد مكشوفة، خصوصاً أجواء الرغبة الجامحة التي كانت تخيم على أرض السعيدة آنذاك في استقلالها الوطني, وشعب يعيش بكرامة في الداخل والخارج، ومحطات وحدوية تهدف إلى وحدة وطنية تحقق رغبة الجماهير اليمنية من خلال تلبية كافة متطلبات أبناء الشعب بقيم عادلة يقفون في ميزان واحد من التساوي لا أن تتحول أي الوحدة إلى ظلم يفجر براكين الغضب الجماهيرية. اليوم وبعد كل مراحل العناء هاهي روائح الشر القادمة من نفس تلك الزوايا تحملها بقايا تلك الأيادي تسعى إلى تكرار ذلك المشهد المؤلم لتغتال الوطن مجدداً حتى تموت معه كافة الآمال والأحلام لمجرد شعورها بخطر ربانه ونهجه على درب ذلك الحلم السبعيني، هكذا وبشكل دائم تواجه رزم الطيب في قلوبنا أكواماً من الأحقاد المدفونة دون أن تدرك كل تلك الطفيليات بأننا أفقنا من سبات الوهم والحلم المزخرف أثر اصطدامنا بحقيقة واقعها المرير تسبق النفوس عهود في غاية الصرامة بعدم السماح لاغتيالك وطني مرة أخرى. رابط المقال على الفيس بوك