الدول الحرة هي التي تمتلك السيادة المطلقة على كل المكونات الجغرافية والسكانية للدولة، وهي القادرة على بناء جيش وطني يحمي كيان الدولة من العدوان الذي يهدد أمن الوطن أو يحاول النيل من قدسية السيادة الوطنية واليمنيون عبر مراحل التاريخ القديم والمعاصر أصحاب دولة كاملة السيادة، بل إن التاريخ السياسي والعسكري قد قدم صورة رائعة لمفهوم الدولة منذ فجر تاريخ الحياة الانسانية، ولأن اليمن وأبناءها مصدر الاشعاع الانساني والحضاري فإنها تتعرض لأطماع استعمارية تحاول اسقاط مفهوم الدولة، ولم تستطع الدول الاستعمارية الوصول إلى هذا الهدف عبر الغزو المباشر للدول اليمنية، الأمر الذي دفعها إلى تبني سياسات تدميرية تنفذها قوى داخلية مصابة بهوس السلطة ومرض حب الظهور والتذلل والخنوع للقوى الداعمة لتشظي اليمن التي استغلت الانكسار النفسي لدى تلك القوى لتجعل منها أداتها في تحقيق أهدافها. إن الدولة القادرة والمقتدرة هي وحدها كاملة السيادة أما الدويلات غير القادرة على امتلاك مقومات السيادة الوطنية كأنها تظل محتاجة لغيرها لحمايتها من الغير وتصبح الحاجة إلى الحماية الخارجية مذلة لتلك الدويلات غير القادرة على تجميع عناصر مقومات السيادة الوطنية، ولأن اليمن قد امتلك عناصر مقومات القوة القومية التي تمكنه من امتلاك السيادة المطلقة على كل المكونات الجغرافية والبشرية للجمهورية اليمنية في 22مايو 1990م فإن هذا الحدث الاستراتيجي قد سبب قلقاً صهيونياً ولم يخفه الكيان العنصري الصهيوني المحتل للأرض والمقدسات العربية والاسلامية في فلسطين العربية، فقد ظهرت الدراسات والمقالات التحليلية الاستراتيجية التي تحرض ضد الوحدة اليمنية، ومن ذلك ما طرحه أحد الكتاب اليهود في إحدى الصحف الاسترالية في 1993م تحت عنوان الطريق إلى البحر المفتوح الذي قال فيه: وفي هذا الكيان السياسي الجديد الذي ظهر يوم 22مايو1990م بما يتوفر من عناصر القوة الاستراتيجية يشكل مصدر قلق إلى أن قال: ونجد الآن ان الخيار الأمثل هو خيار التفتيت والتجزئة وواقعياً يمثل اليمن بما يحتمله من تناقضات داخلية سياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية ومذهبية مجالاً خصباً لإثارة الأزمات دونما جهد) ذلك ما قاله أعداء اليمن. ومن أجل ذلك كررنا التحذير مراراً وتكراراً منذ 2011م وقلنا بأن اليمن تتعرض لمؤامرة صهيونية وحذرنا من النداءات الهمجية التي طالبت بالاستقواء بالأجنبي لضرب اليمن، ومازلنا نحذر من الخطط التمزيقية وندعو أولئك الذين غرر بهم إلى ضرورة ادراك خطورة التفتيت والعمل على منع الانشطارات والتجزئة والشعور بأمانة المسئولية من أجل الحفاظ على اليمن واحداً وموحداً بإذن الله.