أريد أن أكتب عن العام القادم 2014م من نافذة العام الماضي 2013م..فلست منجماً حتى أقول إن العام القادم سيشهد كذا وكذا كما أحب أنا وأهوى. نتابع و نقرأ تنجيم هذا العام ومنجميه الكثيرين والذي تحتفي بهم وسائل إعلام صديقة ونراهم قد سقطوا في حفرة السياسة بصورة مفضوحة وممجوجة ، فأصبح لكل جهة منجمها الخاص إلا من رحم ربك.. يتحدث هذا المنجم عن انتصار صاحبه وهزيمة خصمه السياسي ويأتي المنجم الآخر ليعكس الكلام فقط ويفصل التنجيم مثل مقاول الإعلانات وأكثر فجاجة. نحن في عالم سقط فيه كل شيء حتى عالم «التنجيم» والفلك والذي كان يدور في مربع تخريفي محترف ومعقول ومحايد قدر الإمكان.. الآن سقط التنجيم والخرافة من مربعها المحدد في الذاكرة الشعبية كما سقط الكثير من الإعلاميين والوسائل الإعلامية هكذا بيع وشراء حار قار بدون دين ولا كلمة بعدين ليعكس حالة السقوط والهوس السياسي لكسب الرأي العام . وفي هذا ميزة نراها من بين الركام ..فالثورات العربية أعطت الرأي العام العربي قيمة وأصبح الجميع يتصارعون للوصول الى هذا المواطن البسيط والرأي العام , لغسل دماغه وإرباكه بأي شيء بالكذب غير المغلف بالشتيمة بالإعلانات العارية وتكرار الكذب وأصبح شعار «اكذب ثم اكذب وبهررحتى يصدقك الناس وتصدق نفسك» في عصره الذهبي و سمة الاعلام في عامنا الماضي 2013م تحديداً ، كل هذا لأن الثورات العربية رفعت من قيمة الرأي العام العربي الذي اهانه الحاكم طيلة عقود بل ربما قرون .. اصبح الاعلام هو القوة البديلة في عامنا الماضي بفضل ثورة الربيع العربي ... والإعلام الذي امتهن الكذب سيشهد سقوطاً مدوياً لأنه استخدم بصورة ساذجة بحسب عقليته الفاسدة... وزاد في الكذب حتى استحى الكذب نفسه منهم ..أنا هنا لا أنجم بل أقرأ قاعدة معروفة ...«مازاد عن حده انقلب الى ضده» و«من تعشى بالكذب ما تغدى به» اليوم القوى التي تملك المال والاعلام والتي اخرجها الشعب من الباب تريد ان تعود من طاقة مزدوجة «الإعلام والعنف التخريبي» وهي لن تستطيع لأنها أحرقت هذه الوسيلة المهمة بالافراط في الكذب كمن يفرط في تعاطي الخمر حتى الهلاك واصبح وسيلة مرتدة لتوعية الناس، وسيلة أخرى مصاحبة للاعلام الكاذب والتنجيم المفصل لا تقل اهمية وهي استخدام العنف والاغتيالات وإشعال الحروب وتغذية النزعات والتفجيرات سواء في الكهرباء والطاقة أو المؤسسات الأمنية وصلت إلى أكبر مؤسسة في الدولة وبأدوات مختلفة كوسيلة موازية ومغذية للكذب الإعلامي المستهدف لروح المواطن المعنوية وتشتيت عقله ، والجهات المنفذة تكاد تكون واحدة تريد تدويش الناس واخافتهم وتطفيشهم لكي تأتي وتقول لهم وهم متبرمون خائفون، الم نقل لكم «السراج المغنزي ولا الغدرة» هذه الوسيلة المزدوجة «إعلام كاذب وعنف» وتفجيرات لم تجدِ ..وبدا الناس في اليمن يختلفون عن غيرهم فلا أحد يستطيع أن يمرر الاعيبه عليهم، فاليمني بحسه السياسي يعرفها قبل ان تطير، فمثلاً هو يدرك أن ضرب الكهرباء نوع من الحرب ضد الثورة والشعب وليس عطلاً أوحتى اهمالاً فنياً وهي مشكلة امنية مفتعلة مثلها مثل ضرب الدفاع وتفجيرات عدن وقذيفة اللواء «33» مدرع في الضالع .. فالأوراق المحروقة للثورة المضادة لصالح الثورة الشعبية من الشمال حتى الشرق والجنوب والوسط مروراً بالعاصمة كبيرة وقاصمة لظهر الحالمين بثورة مضادة وحلفائهم ممن تقاطعت مصالحهم ضد اليمن الجديد الواحد ، هم قلقون جداً لأن الاعيبهم التي فاقت براعة الشيطان امتصها الشعب اليمني وقواه الفاعلة وهو يتقدم نحو المستقبل من بوابة الحوار وليس التفجيرات وسينتصر العقل وإرادة الشعب وحلمه على الهمجية وأدوات الدم ووسائل الكذب ...لهذا أرى عام 2014م عاماً أجمل وأعز سيدفن فيه الماضي مع كل رموزه وعفشه المزعج برعاية الله وتوفيقه. [email protected]