يصادف هذا اليوم ذكرى مولد نبيّ الرحمة والإنسانيّة محمد «صلى الله عليه وعلى آله وسلّم».. النبيّ اليتيم الذي أسسّ منهاج الألفة العظيمة للعالمين.. وزرعَ المحبّة نبراس هدىً أضاء وما زال وسيبقى يضيء الطريق لمن أراد الخلاص الحقيقيّ من دوّامة الزيف وهرطقات المفاهيم العليلة للحياة . ولعلّ الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة يغفر الكثير من خطايا النفوس وانحرافها .. ويعيد الحق لرسول الحقّ.. والعدل لنبيّ العدل.. ويمنح الأرواح نقاءً يقبس ضياءه من سيرة الحبيب المصطفى.. ويعمّد فضيلة الإخوّة وتعميق المحبّة والتعايش والتأكيد على استمرارية المنهج المحمّديّ القائم على المبادئ المُثلى لبناء الحياة .. وهذا ما يُعطِي هذا اليوم أبعاداً عظيمةً فرائحيّة تُحيي القلوب من درن الابتعاد عن الحقيقة المحمديّة وما تضيفه من طهارة كاملة للفرد والمجتمع. وفي الجانب الآخر من ذكرى هذا اليوم تمرّ علينا ذكرى وفاة شخصيّةٍ وطنيّةٍ رائعة بحجم فقيد الوطن العميد يحيى المتوكل الذي أضاف الكثير للمشهد الإنساني والسياسي والاجتماعي والثقافي.. وقدّم لوطنه سيرةً ناصعة ستظلّ نبراساً يضيء إلى جانب رفاقه الأفذاذ ما تبقّى من مصائر هذا الوطن العليل. ويؤلمني أن أتذّكر مناسبة موجعة تصادف تأريخ هذا اليوم في الجانب المعتم فيه.. ذكرى أحداث 13 يناير في جنوباليمن سابقاً وما رافقها من أوجاع وآلام أتمنّى أن يتجاوز الجميع تلك المأساة السيئة الذكر.. ولا يمكننا تجاوز ذكراها دون الحديث عن الرجل الإنسان الزعيم عبدالفتاح اسماعيل الذي طوته أحداث يناير في مصيرٍ مجهولٍ للعيون، لكنه تلك المسيرة المعلومة في قلوب الملايين.. وذلك القائد الذي لا يموت في ذاكرة الكادحين وعُشّاق الأمل. [email protected]