البعض من المحسوبين على المواقع الحكومية لا يملك أكثر من الغثاء الذي يدركه المواطن البسيط، ورغم ذلك الغثاء إلا أنه يحاول الإثارة والتهديد لفضح نفسه وممارساته أو قل الممارسات التي تمارس باسمه التي قد لا يعلم عنها شيئاً، والعجيب أن ذلك البعض الذي لم يقدم شيئاً يمكن المفاخرة به إلا أنه يصر على إطلاق العبارات غير المسئولة التي ضاق الشعب منها ذرعاً ولم يدرك بأن الشعب قد بلغ درجة عالية من الوعي ويدرك أين يمارس الفساد ومن الذي يحميه ولم يحرك ساكناً من أجل حماية المقدرات. إن المرحلة الراهنة تحتاج إلى قوى سياسية تملك الإرادة الكاملة في اتخاذ القرار الوطني الذي يغلب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الخاصة، ولا تحتاج إلى من يطلق العبارات الفضفاضة التي لا تغني ولا تسمن من جوع ثم يضع نفسه تحت الرغبات الخاصة والذاتية التي لا تعرف وطناً ولا يهمها شعباً ولا تؤمن بالمصالح العليا للبلاد ولا تخدم غير مصالحها الخاصة جداً على حساب هذا الوطن المنكوب. إن المرحلة الراهنة شديدة الحاجة إلى القيادات الإدارية والمعروفة بتغليبها لمصالح الوطن العليا وتعظيمها للدستور والقانون ولا تحتاج المجاملة والمحاباة والمداراة والمهادنة للفساد وتجار الحروب ورواده الذين عاثوا في الأرض فساداً بطول البلاد وعرضها. إن المرحلة الراهنة تحتاج إلى الضمائر الحية والإيادي النزيهة والعقول المستنيرة والكفاءات العلمية القادرة على اتخاذ القرارات الوطنية التي تحافظ على مقدرات الوطن، ولا تحتاج إلى المسيرين الذين لا يستطيعون قول “لا” من أجل المصلحة العليا للوطن. إن التفكير في اختيار الكفاءات الوطنية القادرة يحتاج إلى الشعور بأمانة المسئولية والخوف من الله كون المسئولية أمانة جسيمة ولا تحتاج إلى من يطرق الأبواب والشبابيك والارتماء في كل مكان من أجل الوصول إلى المسئولية، لأن من يسعى للمسئولية لا يمكن أن يكون حراً ولا قادراً على اتخاذ القرار وإنما عبد لمن ارتمى في أحضانه ليوصله إلى موقع المسئولية، ومن أجل ذلك نقول كفى استهتاراً بعقول الناس واستغفالاً لذاكرة الشعب وينبغي العمل بجدية مطلقة وبيقين قاطع بحجم المسئولية والأمانة كي لا تكون الأمانة ندامة وخزياً يوم القيامة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه لما يرضي الله.