إن أمانة المسئولية تفرض على الإنسان الالتزام وعدم الخروج على الأمانة، وقد لمست ذلك الالتزام لدى البعض من الذين كان لديهم ايمان مطلق بأن المسئولية تكليف وليست تشريفاً ولذلك فإن الواجب يحتم على الكافة إدراك ذلك والوقوف أمامه بجدية ليتعرف على معنى الأمانة وتبعاتها الدنيوية والأخروية، ثم بعد أن يدرك كل ذلك سنجد ان لهثه وسعيه المطلق خلف المسئولية سيتحول إلى زهد وورع راجياً عفو الله الذي خلق الإنسان وجمله بالعقل. بيد أن البعض لا يؤمن بأن المسئولية أمانة وتكليف بقدر ما يهمه تحقيق رغباته لإشباع نهمه المخيف الذي لا يقنع لأن المسئولية لديه وسيلة للحصول على المكاسب والمغانم والذين يعتقدون ذلك ويغتنمون الفرص سوف لن يقدموا للوطن نفاعاً بقدر ما يحدثون ضرراً بالغاً بحق الوطن والمواطن ويضيفون صفحة سوداء في مجال الفساد والذي يئن منه الشعب. إن الاعتماد على الولاء الحزبي وإقصاء الآخر الأكثر كفاءة وخبرة دليل على ان المسئولية مغنم وعندما تكون كذلك فان إصلاح الأحوال الفاسدة لن يكون على الإطلاق لأن الوسيلة الموصلة إلى مكان المسئولية غير مؤمنة بأن المسئولية أمانة وتكليف وليست تشريفاً ولعل الحقائق على الأرض التي تظهر يومياً من الاعتماد على سياسة الإقصاء والابعاد قد فضحت الكثيرين وبينت حقيقة الأمر. إن المرحلة الراهنة تحتاج إلى اليقين بأن المسئولية تكليف لها تبعات دنيوية وأخروية تثقل كاهل من يصل إليها وتحتم عليه ان يكون أميناً في فعله وقوله لا يتجاوز الدستور والقانون مطلقاً ولا يقبل بالنكاية والإقصاء والانتقام من الكفاءات والقدرات الوطنية مهما كان اتجاهها السياسي مادامت تلتزم الدستور والقانون وتقوم بأداء الواجب وفق ذلك. إن المزاجية والعصبية أياً كانت لا تبني بلداً ولا تقدم نفعاً لأحد بقدر ما تقدم الضرر، فهل يدرك الجميع ان درء المفاسد مقدم على جلب المنافع من أجل أن يواصل الجميع بناء الدولة اليمنية الحديثة بإذن الله.