«72» مدرسة الحب مدرسة إلهية، لا يرتادها البشر، وقلوبهم حاقدة. غرق حين نغرق في الحب مبتهجين، بؤساً لما يدخلنا، وفي قلبه مثقال حبةٍ من كراهية. قسمة الحب يُخلق مفرداً ووحيداً، ولا يتعدّد، وقد لا يقبل القسمة على وجهين ملتصقين إلا تحت إلحاح الحاجة. حياة الحياة، قصيرةٌ بالحب، طويلةٌ بالحرب، كئيبةٌ بالريح، ضاحكةٌ بالبحر، مشوّهةٌ بالحبر، كاذبةٌ بالرحب، صادقةٌ بالخيانة. تقليم أصابعي عاجزةٌ عن تقليم الورد في وجنتيها، فمنذ انتابت شفتاي رعشة خفيفة؛ قلّصت الفارق بين قلبي وشفتيها إلى قُبلتين. هبة إلى جواري امرأةٌ خبزت قلبها لضلالي الكبير، واقتطعت من السماءِ ما يكفي لوضع وجهي كخارطةً مكتظةٍ بسعادةٍ لا تنتهي كقبائل العشاق. امتزاج لا أود إيقاظها من هدوئها، لكني سأمتزج فيها كنبيٍ يمتزج بنبوته وأستخلصها لنفسي، وأضيف إلى اشتعالي جوارها قمرين نظيفين وشمساً خالصة غير ملوّثة بأعياد الحب المستخدمة. صعود بعد غيابٍ لافت، صعد إلى شرفةِ نهديها ورأى العالم بوضوحٍ أكثر، فأذَّن في الناس: «حيّ على الحب». تجميل الأنظمة التي لا تسقط بالتقادم؛ لكن قد تُجَمِّل نفسها بالدين والمرأة. احتفاء احتفاءً بالزيف، نفخ بالونته الثورية جداً، ووزّعها على المدن الجائعة تمارس عادتها السرية، وتدعو إلى عبادة ربّ الأصنام الثورية. حدث حدث أن الفاسدين سئموا من تخمةِ فسادهم، فكسروا رتابتهم بثورةٍ ضد أنفسهم حقّقت لهم الانتعاش المطلوب لمعاودة عملهم. بكاء بعد أيام، سيكون البكاء ثقيلاً عليكم، وسيرفعكم الحزن، حتى أخمص عينيه، لا تتردّدوا في البكاء الآن، فرُبّ دمعة سابقة عجَنَت صاحبها بوميضٍ من فرحةٍ غائرة. تسرُّب ليس انطفاءً ما خلَّفَته العصافير من غصةِ القلبِ والبلد المسخرة، بل حديث بسيط عن الظل حين تسرَّب كالروح على طرفٍ مائل كالأصابع والأغنيات. لملمة أفكّر كيف للقاتل أن يسير وراء جنائزنا مبتسماً وإلى جوارهِ أنثى طازجة تُلملم الورد من نعوشنا لتزيّن بها أقدامه. كراهية تقلقني عملية المحو الديني للمحبةِ من قلوب الناس، ويحيرني هذا الانجرار الشعبي الواسع خلف الوهم المعلّق على رجال الدين المعمّمين بالكراهية. [email protected]