«فرحنا بالأعمى يواسينا؛ فتّح عيونه فجعنا» بعيداً عن المثال الذي أوردته هنا للمقاربة ليس إلا ،مع أن الله يخلق من الشبه أربعين، فلقد استبشر أبناء «قراضة والمرزوح» بل أبناء تعز عموماً بوصول اللجنة الرئاسية التي ستعمد على حل قضية «قراضة والمرزوح» الشائكة التي عملت فيها لجنة الوساطة بجد حتى وصل الجميع إلى قناعة بالحل بدعم وحضور من مشائخ ووجهاء صبر؛ لكن ويا قهري على لكن ما خفنا منه وقع، لقد قلنا إن عدوّنا هو الوقت والتعامل بتقطُّع وعلى طريقة «سحّي لحّي» لأن هذه الطريقة في إدارة هذا النوع من المشاكل تعطي مساحة واسعة لأعداء الحل وغربان الشؤم وتجّار الحرب لكي يضعوا العراقيل ويشعلوا الفتنة، وما أسهلها فهي لا تحتاج سوى رصاصة خبيثة وقلب أسود ورأس رجل أو طفل أو امرأة مسكينة خرجت أو خرج لجلب الماء أو الخبز ليصطادوهم بكل برود حتى يصيبوا جهود السلام في مقتل..!!. قُتل قبل أيام رجل من «المرزوح» وحينها كان على اللجنة وتوابعها سرعة العمل وبطريقة حالة الطوارئ حتى تسدَّ منافذ الشيطان؛ لكن الجميع لم يتحرّك من متكأه «المزبوط» حتى سقط القتيل الثاني أمس الأول من قراضة..!! هم لم يعلموا أن التساهل هو أكبر منفذ للشيطان يدخل منه على راحته، الشيطان هذه المرة يأتي من قبلكم يا سادة. أعضاء اللجنة الرئاسية والسلطة المحلية؛ شخصيات وطنية معروفة ومن تعز ولا يمكن أن نقول إن النار لا تحرق إلا رجل واطيها، فهؤلاء يحسّون بالنار والدم بالتأكيد؛ لكن يبدو أن الروتين كان سبباً لتأخرهم، وأن هناك طبعاً مع التقدّم في السن يتحوّل فيه الغزال إلى سلحفاة، القضية لا تحتمل الأعذار والفلسفة الفارغة؛ ولا أكل الزبيب حبة، حبة، لأن هذا نار ودماء. لا يمكن لقضية مثل هذه أن تراوح محلّها وتدور على نفسها من الدم إلى الدم؛ حتى ليبدو أن هناك «فيتو» من قبل جهة ما ضد إنهاء هذه القضية، لا نريد أن نعيد الكلام ونكرّره؛ لكن الحقيقة هي أن أهالي قراضة والمرزوح مقتنعون بالحل ويريدون مخلصاً وينتظرون الحل الذي وعد به واتفق عليه وبدلاً من حضور اللجنة بالتوقيع على الاتفاق كما وعدت، والبدء بحل القضية، غابت اللجنة وحضر القتلة ليلعبوا في الفراغ الذي تركه الكبار بقيادة اللجنة الرئاسية والسلطة المحلية. قبل أن تكونوا لجنة رئاسية وسلطة محلية أنتم يمنيون ومن أبناء تعز, واجبكم أن تسهروا في المنطقة وترابطوا فيها؛ لأن دماء الناس تستحق، وأمن تعز يستحق, لا تحسبوا أن تعز ستكون بعيدة عن تدحرج صخور الفتنة عندما تأخذ لها أبعاداً أخرى؛ بل لن تكون اليمن في منأى؛ لأن تعز في قلب اليمن و«قراضة والمرزوح» عين تعز. تستطيع السلطة المحلية وفي تزامن مع حضور الحل أن تقبض على الأشرار من الطرفين، الناس يعرفونهم وهم يعانون منهم، ولا أعتقد أن الأمر معقد, العقدة في الإرادة الرخوة عند السلطة المحلية والمسؤولين وقيادات تعز وصبر، واكتملت بحركة اللجنة الرئاسية، جميعكم يجب أن تعرفوا أنكم تقومون بواجبكم الوطني، وليس لأحد أن يمُن أو يتقاعس؛ وإلا فليبتعد عن موقع المسؤولية، فالدماء ليست بهذا الرخص، وأنتم أمامكم خياران هما الحل أو الحل، ولا شيء غير الحل خاصة أن أبناء القريتين ينشدون الحل ويناشدونكم الجديّة والإخلاص. أصحاب القرار مسؤولون مباشرة عن إنجاز السلام، ولن تسامحهم الأجيال عندما تتحوّل القضية إلى جرح مزمن يستعصى على الحل، نسأل الله أن يوفّق الجميع إلى الصواب والجهد المثمر. [email protected]