نادراً ما تجد مركزاً إعلامياً محايداً يوثّق للسيرة اليمنية اليومية في كافة المجالات التي نعيشها ونطمح أن يقتات على معرفتها الجيل القادم في اليمن . لهذا أعتقد أننا سنصل العام 2022 مثلًا دون توثيق حقيقي يرفع من قدر السيرة اليومية إلى مرتبة الوضوح .. ويمكّن الباحثين من القراءة السليمة . للأسف كل مانراه في هذه الحقبة العويصة من تأريخ اليمن الحديث .. هو توثيق شخصيّ وفئويّ وحزبيّ واشتغالات سياسية لا ترقى إلا لخدمة الجهة الطامحة للظهور الإيجابيّ لدائرتها فقط .. وإسقاط أي دور إيجابيّ للدوائر الأخرى .. مما يجعل التأريخ اليمني المعاصر مُعرّضاً للاجتزاء والسرقة والمحو والانفعالات والافتعالات .. وخالياً من الدقّة والموضوعيّة . فبمن سنثق في مسألة توثيق تأريخنا المعاصر ورصد كافّة مخرجات الحياة على اتساع مجالاتها ؟ثم أين هو الدعم الحقيقي لمراكز التوثيق المحايد؟ والأهم من ذلك أين هم المحايدون الذين يحترمون جدية العمل التوثيقيّ بعيداً عن التحيّز لفئةٍ دون أخرى ؟أما لماذا تحديداً العام 2022م فلأنه موعد انتهاء صلاحية بطاقتي الشخصية التي لا أدري هل سأحيا إلى حينها أم سأغادر الحياة قبل الاطلاع على توثيقٍ رصين يفتح للجيل القادم أبواب المعرفة الصحيحة لمرحلة خطيرة من تأريخ اليمن الحديث . [email protected]