كثيرون هم الواهمون الذين ما زالت تراودهم أحلام العودة إلى الحكم.. وتشدّهم هواجس الحنين إلى الماضي مستخدمين في ذلك شتى الوسائل المشروعة وغير المشروعة، ويسعون باستماتة وتحدٍ لإرادة الشعب لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء. تنتفي لديهم الخصومات ويصبح أعداء الأمس حلفاء اليوم، مقابل توحدهم ضد من سلبهم عرشهم أو هكذا يزعمون.. فنراهم يحيكون الدسائس ويشعلون الفوضى والفتن والصراعات.. سعياً منهم إلى إشباع نزواتهم التخريبية وإدخال البلاد في دوامة الأزمات والمشاكل وانتقاماً ممن ثاروا عليه، زاعمين أن بقاء اليمن رهينة للفوضى والتجاذبات السياسية سيمكنهم من العودة مجدداً إلى حكم اليمن، وأن الأفاعي التي خرجت في 2011م شباب الثورة وكل وطني من ناصر وساند الثورة.. يقصدون لابد أن تعود إلى جحورها، وأن الضبابية بدأت تزول عنهم، وما هي إلا أيام فقط وسيعودون إلى عرش حكمهم هكذا يخيّل إليهم!! هكذا يتوهمون.. وتراودهم أمنيات الرجوع.. باستعادة مجدهم الزائف الذي بنوه على رمال الوهم والخداع، ولكن أنّى لهم.. والشعب عرف طريقه نحو الحرية، واستعاد ثقته بنفسه وكرامته.. وتخلص من شروركم، ولم يعد يخاف شيئاً فجدار الخوف والصمت تحطم وانهدم بصيحة ثورية شعبية تنتصر لأحلام الناس في العيش بحرية وأمان وعدالة. وما رأيناه خلال الأيام الماضية هو أن أحلام الواهمين بالعودة إلى الماضي و«الأفاعي» بدأت ترتفع إلى العلن بعد أن ظلت مختبئة في الجحور وبدأت تغرّد وتهدد. كل مخططاتكم باتت اليوم مكشوفة.. ومؤامراتكم التي تحيكونها مفضوحة وأنتم تلعبون في الوقت الضائع، وفي ساحة ليست ساحتكم فلا تتعبوا أنفسكم كثيراً في العودة مجدداً إلى الحكم، فكل محاولاتكم ستبوء بالفشل والخسران وسترتد عواقبها وخيمة عليكم، فلا تحاولوا الحلم ثانية، فأنتم في حضرة الشعب اليمني، هذا الشعب الذي سيتصدى لكل عابث ولن يقبل أن يعود ثانية إلى عهد الظلم والاستبداد مهما وقفتم في طريق تقدمه وازدهاره ومارستم كل سبل التخريب والتدمير، والفوضى وحاولتم عرقلة تنفيذ وثيقة الحوار الوطني بإشعال الحروب هنا وهناك، فلن تستطيعوا إيقاف عجلة التاريخ.. فرياح التغيير هبّت واقتلعتكم، فأنتم اليوم ماضٍ بئيس والماضي لن يعود. اذهبوا بما فيكم عنا.. فذاكرتنا اليمنية قوية لا تنسى، فهي مليئة بالكؤوس المترعة بالظلم والقهر والإفساد وجرائم القتل.. والتي سقيتموها شعبنا مرات ومرات. واليوم تريدون العودة إلى السلطة حتى ولو تحالفتم مع الإرهاب القاعدي وأدغال الكهوف الإمامي وعصابات الفيد والتقطّع والخراب. هكذا أحلامكم تراودكم، وأمانيّكم تقول لكن إيماننا ويقيننا وإرادتنا بالثورة تقول لكم: ارجعوا إلى كهوفكم وجحوركم.. أنتم أيها الواهمون بعودة الإمامة الكهنوتية ،وأيام “القطرنة” وعودة الأسرة والعائلة والحزب الأوحد. أفيقوا من أوهامكم، وانفضوا غبار الزعامة الكاذبة والإمامة الخادعة.. فأنتم في زمن الشعوب والشعب اليمني لا تنطلي عليه الأكاذيب. أخيراً.. أوجه ندائي هذا ورجائي إلى شباب الثورة وقوى التغيير وكافة أبناء الشعب التواقين إلى بناء اليمن الأفضل والغد الأجمل.. اتحدوا جميعاً من أجل اليمن، وانسوا خلافاتكم، وقفوا في وجه الماضي الذي يريد أن يعود، فلا يخدعنكم بلباسه الثوري المزيف، وادعائه الشرف وتغنيه بالماضي وسلامه عليه. فلقد يئسوا أن يعودوا إلى الحكم وإن حاولوا ولكنهم أرادوا أن يعيشوا على الفتن والدسائس انتقاماً منكم، فلا تمكّنوهم من تحقيق أوهامهم.. وكونوا كابوساً يحبط مؤامراتهم، فلا مكان للأوهام أن تعود لتحكم في زمن الثورات.