لاشيء غير الحرب التي يرغب بها الحوثي ولا يجيد لغة غيرها، وهو هنا عندما يحشد لمسيرات سلمية يحشد لها السلاح ومنطق الحرب كرئيس عصابة وليس كزعيم لحزب أو مكون سياسي ..لغة السياسة تقتضي احترام الناس والاعتراف بالآخر على درجة من المساواة، وهذا يناقض عقيدة الحوثي الاستعبادية الإمامية..هناك «لغة ووسيلة أخرى» هي العنف يهدد بها الحوثي الدولة والشعب ويكرر بأنه سيستخدمها عندما يضطر إلى الحديث عن السلمية بينما هو في الحقيقة يستخدمها كل يوم، وهنا تبدو مظاهراته ومسيراته التي ينظمها مشحونة بالسلاح والعنف اللفظي.. بعد التهديد والوعيد في خطابه قبل أمس قال «أنا أمثّل الشعب كله» ما مدى صحة هذه المقولة وماقربها وبعدها من الصدق، أعتقد أن هذا لا يعكس إلا هوس الرجل وغيابه عن الواقع وخرافات تسيطر عليه، فهو يفهم أنه هو «الشعب» وأن الشعب «هو» وغيره هم الأعداء الذي يقف الله ضدهم، لأن الله دائماً هناك في جانبه فقط وماخلق الله الكون إلا لخدمة هذا المخلوق الغريب القابع في كهف «مران» يرسل تهديداته ومفجراته إلى الناس ليخضعوا له حتى يكونوا صالحين وشعباً عظيماً، وقليلاً سيكون الخطاب الآخر «شعبي العزيز» باعتبار الشعب تركة يمتلكها بوصية إلهية لامناص من التسليم لها ... كل ما يجري هو محاولة بائسة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وعودة الحكم الإمامي والسيطرة على سلالة في منطقة جغرافية محددة، باعتبار أن بقية المدن والمحافظات هم شعب مملوك ومحكوم لا يجوز أن يحكموا ولا يمكن أن يكون منهم رئيساً أو حاكماً .. هذه الحقيقة المؤلمة التي تجاوزها اليمنيون كلهم من صنعاء إلى عدن ومن حجة إلى حضرموت يعمل لها الحوثي ولادخل ل «الجرعة» ولابرعة الناس وأوجاعهم ، بحيث يجب أن تتحول بقية المحافظات إلى خدم ومحكومين ورعية وعبيد للسيد بل وإلى «كفار تأويل» يحل نهبهم كما هو تاريخ الأئمة الذي لم يبتعد بعد. ومذكرات الأستاذ «النعمان» مازالت طرية لم تقرأ ولم يحاول الجيل أن يستفيد منها ليكون على بصيرة مما يجري حتى لا يذهب ضحية رخيصة ووسيلة عمياء ضد شعبه وحريته ووجوده. مع أن البعض من القلة المحسوبين على النخبة عرف ويعرف هذه الحقائق، لكن يبدو أن ذاكرتهم ركيكة أو تربيتهم الوطنية هشة وغير ثابتة، ربما لأنهم لم يرضعوا جيدا من أمهاتهم بحسب الحاج «ناجي» فتجدهم يهرولون بعد «البرسيم» و«الحشيش» بشكل مزرٍ لخدمة نظام العبودية والعنصرية ونشر الفوضى إلى بيته ووطنه بدون حياء ولا خجل وكمان يتحدث بعضهم باسم الثورة والتحرر ومحاربة «المركز المقدس»، عن أي مركز مقدس تتحدثون أو تحاربون أيها التائهون إذا لم يكن هذا «الإمام» الجديد هو المركز المقدس جغرافياً وطائفياً؟. [email protected]