طيبة وطباع الإنسان اليمني، توقعه في حفر وشباك أصحاب الشعارات الرنانة، المستثمرون في الأزمات، المتسلّقون عبر آهات المحزونين، وأنين المهمومين، وأوجاع أهل الفاقة، إلى السلطة. رفع الدعم عن المشتقات النفطية، كان ورقة استثمار الحوثي الرابحة، يستفيد منها رصيد شعبي غاضب من الحكومة بسببها، ويحوّل هذا المكسب اللا علاقة له بمشروع الحوثي إلى حسابه المشبوه. خرج الحوثي إلى الإعلام، يخاطب الشعب اليمني خطاب القائم بأمره، وكأنه قد وُلِي عليه، الموجوع لوجعه، والمهموم لهمومه حتى يخرجه إلى الشارع، ليقول للآخرين أنه يملك الشعبية، وقد صار أهلاً للحكم، حرّض العامة على التجمهر لإثارة الأزمات، والصدامات المسلّحة، وإغراق صنعاء بالفوضى، قد تجر تلك الأفعال إلى ما لا يحمد عقباه، في وقت أسعار المشتقات النفطية في صعدة تفوق أسعار باقي المحافظاتاليمنية، وظروف معيشة أبنائها أشد بؤساً وفاقة، ولم يقدّم لهم شيئاً مما يجنيه من الزكوات والخمس والضرائب. ولكن تعز المؤثرة على المشهد السياسي اليمني بكثافة وحضور ووعي أبنائها تخرج عن بكرة أبيها، وتدفع بأحرار اليمن إلى الشارع، تصرخ بثقة مواطن غيور على وطنه، وعزة وطن عظيم لا يقبل المتاجرة به، والتخلّي عنه، وعن أمجاده الخالدة، لست الشعب يا حوثي، فالشعب اليمني يرفض الطائفية والمناطقية، ولا يقبل المذهبية وتفكيك نسيجه الاجتماعي.. لست الشعب، وقد قال الشعب كلمته، واختار قيادته، وجسّد اللحمة الوطنية، وأحب إيثار الوطن على المشاريع المذهبية والسلالية والحزبية، وهذه سجية أهل التسامح والحكمة. إن الاصطفاف الوطني في مدينة تعز، الذي جمع كل الأطياف تحت راية واحدة، وخلت من كل الشعارات إلا شعار الشعب اليمني (راية الجمهورية اليمنية)، يجسّد مدى حب أبنائه لليمن، وحرصهم على بقائه ونظامه الجمهوري، وتعاليهم على كل الخلافات السياسية، ورفضهم للمشاريع الخارجية التي تزيّن بشتى أنواع الزينة، حتى توقع بالوطن في حروب تحرق الأخضر واليابس، وتدمّر مكتسباته. [email protected]