«1» مع بداية الثورة الرقمية وتكنولوجيا الاتصالات، أخذ الإعلام يتطور بشكل مذهل – إذ شهد ثورة بنفس القدر – من خلال استخدام وسائط الإعلام في نقل الخبر والتحليل ، والمؤثرات الضوئية والصوتية، والصور الثابتة والمتحركة، وقد أسهم هذا الشكل الجديد من التعامل مع المعلومة في تنمية القدرة على نقل المعلومات، والنفاذ إليها بسرعة فائقة .. من هنا بات من الواضح ما أفضى إليه الكم الهائل من تبادل المعلومات من تعزيز عملية الاتصال والتواصل بين الشعوب والحكومات، وخاصة في أوساط النخب الإعلامية والفكرية والثقافية المؤهلة تأهيلاً عالياً في التعامل مع الثورة الرقمية ، سواء في الكم الكبير من الفضائيات، أو المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت .. وقد انعكس ذلك على كل أشكال العلاقات التجارية الاقتصادية والثقافية بشكل عام. إن تشخيصاً للوضع الدولي الراهن للإعلام يكشف عن حالة من الاختلال في تدفق المعلومات إذ يمنح الدول الكبرى المهيمنة على مصادر المعرفة والمعلومات القدرة على السيطرة وتوجيه النظام الإعلامي الدولي لصالحها وعلى حساب أطراف أخرى لا تتمكن في الوضع الراهن من تحقيق الحد الأدنى من النفاذ إلى المعلومات والمعارف .. الأمر الذي تتزايد معه تحديات الصراع الثقافي، والتحديات الحضارية علاوة على ما يشكله من تحكم في استراتيجيات ومنظومة العلاقات الدولية .. والانحياز إلى الثقافة الغربية وبالذات الثقافة الأمريكية. . شكل عدم التوازن في انسياب المعلومات وسيادة الاتجاه أحادي الجانب للإعلام القادم من المراكز الدولية المهيمنة على تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ومصادر المعرفة والتراث الإعلامي إلى الأطراف الفقيرة شكل ذلك عاملاً في فرض قيم وقناعات المجتمع الغربي، تلك القيم التي تشكل في البعض منها تهديداً للقيم والثقافات الخاصة للدول والشعوب النامية والفقيرة، ومنها الشعوب العربية .. كما أسهمت بشكل كبير في التأثير على اتجاهات الرأي العام. ومع ذلك فبالرغم من سلبيات العولمة المتمثلة في : •التأثير على هويات معالم الشخصية الوطنية . •إضعاف مقومات المجتمع الأصلية من مبادئ و قيم و دين واستحداث مقومات أخرى. •تعميق التفاوت الاقتصادي بين بلدان العالم. •زيادة سيطرة الشركات متعددة الجنسيات على حركة التجارة والاستثمار، وبالتالي زيادة اعتماد الدول النامية على الواردات من هذه الشركات والذي ينعكس على ضعف الإنتاج في الدول النامية نتيجة ضعف قدرتها التنافسية. إلا أن هناك الكثير من الجوانب الإيجابية التي تتمثل في: •توسيع وتسهيل التواصل الحوار المتبادل بين الأديان والثقافات والذي يؤدي بدوره إلى ترسيخ التعاون والتعايش بين الشعوب. •التغلب على المسافات بين الدول وتوحيد المقاييس والمواصفات للمنتجات في مختلف أنحاء العالم، وتحسين جودتها. •تعزيز التكامل الاقتصادي، وتشجيع الحريات والديمقراطية. •توسيع وزيادة فرص العمل المتاحة أمام أصحاب المهارات والقدرات وتمكين العالم المتطور من الاستفادة من خبراتهم.. ومساعدة الدول الفقيرة في التغلب على أزماتها. •إتاحة مجال واسع وخيارات كثيره للأفراد في التأثر واختيار ما يلائمهم من الثقافات.. •الإسهام في استقرار الحياة الإنسانية وازدهارها.. والتأثير إيجابياً في حركة التاريخ .. وخلق أشكال متعددة من التعاون في جميع المجالات. [email protected]