«110» إن اعتلاء التناقض الرئيس المكثف بطرفي المواجهات العسكرية العبثية مسدودة الطريق، منصة التناقضات السائدة يشكل المشهد السياسي المتخلف ثقافياً مفرزاً تقيحات جليفوية.. في المنظومة الذهبية للتحالف العسقبلي الديني الذي حاول خلق اصطفاف سياسي اجتماعي ثقافي مناطقي تحت يافطة مناهضة (الحكم الإمامي) ببزته الجارودية الحوثية المرتبطة بالشيعوية الإيرانية، وفشل هذا التحالف من تحقيق هذا الاصطفاف التكتيكي ومن ثم واجه مصيره بسلسلة إخفاقاته الميدانية وتراكم الكراهية ضده على نطاق اجتماعي واسع خاصة في منطقته القبلية غير القابلة للتحلل حتى الآن. وأن التغييرات المراتبية في التناقضات من الأمور التي تفرضها المعطيات الداخلية لشبكة المصالح ومؤثرات شبكة المصالح الخارجية وهذا ما حل بالتناقضات الداخلية في المنطقة اليمنية المتصفة بعدم الاستقرار المراتبي، حيث لا تتحكم بحركتها الداخلية تلك القواعد والقوانين التي لعبت دورها في الحياة الاجتماعية في بلدان التطور الاقتصادي الاجتماعي الإيجابي. لقد تحول العناد الشخصي بين علي عبدالله صالح سنة 2004م وحسين بدر الدين الحوثي أثناء زيارة الأول إلى صعدة إلى مشكلة شخصية تدفعها ثقافة عسقبلية ضحلة وثقافة سلالية مقيتة وضحلة، ومن مشكلة شخصية إلى مشكلة سياسية وعسكرية عبثية حصدت آلاف الضحايا الذين لا يمتون بصلة إلى متن المشكلة وتدمير آلاف القرى التي كان يسكنها عشرات الآلاف من السكان المزارعين وغير المزارعين. لقد احتلت هذه المشكلة صدارة المعضلات التي صنعتها السلطة العسقبلية السابقة وأن الطبيعة المتخلفة للسلطة وتنظيم الشباب المؤمن الذي انتقل إلى وضع التنظيم السلالي العنصري فرض بالضرورة إدارة التناقض بوسائل متخلفة وباستخدام الشحنات الثقافية الكامنة واستدعاء ماضوية مقرفة قادتها كلها إلى تدخلات إقليمية ذات طبيعة استثمارية بالمفهوم السياسي والثقافي. وحصيلة المواجهات العسكرية الدامية التي دامت خمس سنوات 2004م 2009م عبر 6 محطات تركزت في: أولاً ظهور كيان سياسي سلالي عنصري يدعي المظلومية الثقافية والإقصاء السياسي ويستدعي الماضوية بكل رداءتها ومخرجاتها غير المقبولة عصرياً ويقدم مطالب سياسية متوارية وراء ركام من المفردات المتعصرنة موهماً منتسبيها الأغرار بقرب الخلاص و امتطاء صهوة السلطة المفقودة منذ أزمنة غابرة بل واحتكارها من جديد وإقصاء أولئك الذين وضعوا الوسائد تحت رؤوسهم وناموا على فراش من المبادئ الستة والشعارات التي لا تغنى ولا تشبع جائعاً متسكعاً على قارعة مقترف الطرق المؤدية إما إلى عصر قادم أو التقهقر إلى عصر بائد من الصعب استدعائه لمجرد الرغبات الأحلامية وهذا الكيان لم يبلغ سن رشده آنذاك ولكنه شكل خلاياه النائمة مستغلاً الجملة الإعلامية الحكومية سابقاً والاستهداف المعيشي (الوظيفي) ومحاولة التطهير الاجتماعي عبر سلسلة من العمليات العسكرية التي باءت بفشل ذريع في تحقيق الأهداف وقدمت للكيان المتشكل التسهيلات والخدمات غير المباشرة ومكنت دعاة السلالية العنصرية من ( التحوصل) و استدعاء العصبية السلالية من عمق المقابر المندثرة.