التصعيد عندما يصبح بلغة المقامرة يأخذ مسلكاً غير محمود العواقب ولا مشكور النتائج فالمتوقع لن يخرج عن دائرة السلبية التي تجاوزت حدود الخسارات المادية لتصل إلى أرواح أبرياء أرادوا الحياة فوهبوا لهم الموت الممول والمدفوع ثمنه بتمويه بأنه الحياة المفعمة بالتغيير. وما يحز في النفس هو أن ما يحدث الآن مكرر المآسي فهل تناسي المواطن ما حدث له عندما سلم إرادته وثقته للأحزاب المتمثلة بشخصيات قايضت بالأرواح والدماء مقابل المكاسب والمناصب وتناسوا مطالب المواطن البسيط الذي أستخدم كوسيلة ضغط على حكومة تخشى هيجان الشارع. سأتوقع الإجابة من معطيات الواقع من المستحيل بأن المواطن نسي الجروح التي مازالت إلى الآن نازفة لأن أغلبية الجرحى لم يعالجوا إلى الآن أما الشهداء فأباؤهم مازالوا يصرخون بوجع يحاصرهم من جهتين أنهم فقدوا فلذة أكبادهم وبأنهم فقدوا أيضاً الوعود بجبر ضررهم بالتعويض لذا سيصبح من غير المنطقي أن نقول بأنهم قد نسوا لأن الجروح لم تلتئم والتغيير المنشود لم يتم. فقط ما حدث هو الرحيل الصوري لمن ترأس منظومة عصابية وللأسف بقيت المنظومة كماهي تحكم بنفس العقلية العدائية والناقمة من الشعب التي لم تنتج طوال العقود الماضية سوى المعاناة والأزمات، بالتالي يجب علي المواطن أن يدرك حقيقية الوضع ويحلل المواقف والخطابات بعيداً عن كونهم ألين قلوباً وأرق أفئدة لأنه بمفهوم مختصر وبمثل واقعي تتناوله الألسن لتصف العلاقات المبنية على المصالح هو الحقيقة بعينيها تأملوا (مايصلي المصلي إلا و ساهن مغفرة.) بقايا حبر : هذا المثل أكثر جدارة من خطاباتهم الفارغة المصداقية ليقول لكم بأن المخططات ذات الأبعاد الطائفية لا تقل قذارة من الأبعاد القبلية التي يحتمون بها الساسة لمواجهة قانونية الفكر المدني. [email protected]