«113» اللقاء المشترك بمكوناته المستقلة وافق رئيس الطغمة العسقبلية على التنازل مدفوع الثمن للأراضي اليمنية، ولذلك لم يتمكن من التحرك خارج مصالح قياداته الشخصية والتي احتلت مركز الصدارة في حافظة معارضة علي عبدالله صالح الناعمة وغير الجادة. وتضافرت الأقطاب الثلاثة، أسرة بدر الدين الحوثي ومن انضم إليها والحراك الجنوبي واللقاء المشترك، كل في مسار معارضته للطغمة العسقبلية الغاشية لتشكيل الخلفية الأساس لاندلاع الانتفاضة في الساحات تحت شعارات أهمها «الشعب يريد إسقاط النظام» والمقصود هنا إسقاط علي عبدالله صالح كقاسم مشترك شخصي.. هذا التشكيل التلقائي انعكس تأثيره في المخرجات الأساسية التالية: 1 - جرجرة اللقاء المشترك الذي كان هامشياً في الساحة التي كانت تجري فيها المواجهات العسكرية سواء في صعدة أو في المحافظات الجنوبية لاتخاذ موقف يحفظ له ماء الوجه ويجنبه فقدان ما تبقى من منتسبيه وسمعته السياسية والتاريخية خاصة الحزب الاشتراكي الذي لم يفطن إلى التطورات والتناقضات الجديدة، وعلى الرغم من انحياز التجمع اليمني للإصلاح ضد الحراك الجنوبي السلمي، وضد أسرة بدر الدين الحوثي والتحريض ضدهما إلا أن التراكمات الناجمة عن القمع والتدمير أدى إلى الإسراع في الانتظام في الساحات ورفع الشعارات المناهضة لعلي عبدالله صالح. 2 - جذبت المواجهات العسكرية في صعدة الوساطات الخارجية وهي التي حاولت وقف المواجهات وهي التي استفزت دولة جارة وأرغمتها على التدخل المباشر كما أنها لفتت انتباه قوى إقليمية إلى أهمية المواجهات العسكرية حيث استفادت بوتيرة سريعة في مد يد العون لأسرة الحوثي التي كانت في موقع المظلوم والمعذب. 3 - فكفكت الطغمة العسقبلية سابقاً في صنعاء خاصة بعد محاولة اغتيال قائد الفرقة الأولى عبر القصف الجوي وهو أمر قاد إلى نقل الصراع إلى عمق أفراد الطغمة والتي بدأ عملية فرز واصطفاف غاية في الخطورة إذ ساعدت وضعية الخلخلة على تراجع معنويات القوات إلى المستوى الأدنى. -4 ازدياد الخسارة البشرية في صفوف القوات التي زج بها في العمليات القتالية خاصة من سكان المحافظات الجنوبية الذين تنبهوا إلى خطر الاستمرار في دعم حرب لا ناقة لهم فيها ولا بعير كما يقول المثل، وتوفر عامل من عوامل الطغمة العسقبلية المرتبكة بعد ظهور مؤشرات تفككها التنظيمي والسلطوي. 5 - وفي 2009م بعد التدخل العسكري الخارجي نجحت الوساطة، بعد انهاك الطرفين وانسداد أفق الحل العسكري، وأبرم الاتفاق لإبقاء الأوضاع على الواقع كما آلت إليه المواجهات العسكرية وهي : أ الحفاظ على ماء وجه السلطة من خلال بقاء الألوية العسكرية المتفق عليها بعد نزع أنيابها ومخالبها القتالية على ألا ترتكب أية أعمال عدوانية. ب عدم تدخل هذه القوات بأي شأن من شئون صعدة بما في ذلك الشأن العسكري. ج عدم المساس بوجود القوات وتموينها العسكري وتمويلها المالي. د إطلاق متبادل للمعتقلين و الإقلاع عن مضايقة “الهاشميين” في أعمالهم وحياتهم الشخصية. ه التخلي عن إدارة السلطة في صعدة لتكون تحت إشراف أسرة بدر الدين الحوثي مصحوبة بالموازنة.