مسئولية حماية الوحدة الوطنية فرض عين على الكافة القيام به، ولذلك فإن على كافة القوى السياسية أن ستستشعر عظم هذه الأمانة وأن تدرك بأنها تحت مجهر الشعب التي ترصد كل شاردة وواردة وسيتضح الخبيث من الطيب في موضوع الحفاظ على الوحدة الوطنية والذود عنها، ولاشك أن جميع القوى السياسية أمام محك اختبار عملي فإما أن تنهض بمسئوليات حماية الوحدة الوطنية ويكون لها شرف الحفاظ على منجز الوحدة اليمنية ،وإما أن تتسبب في أذية الوحدة الوطنية أو تتنصل منها وبالتالي تكون أمام أعظم مسئولية تحاسب عليها من قبل الشعب. إن اليقين بأن الله حام وحارس للوحدة اليمنية لاجدال فيه البتة ولكن التحذير والتنبيه من أجل العمل بالأسباب وتحصين الوحدة بروافد الخير العام الذي ينبغي أن يشمل اليمن بكل مكوناته الجغرافية والبشرية ،لأن عوامل النيل من الوحدة باتت واضحة للعيان الأمر الذي ينبغي معه استشعار المسئولية والعمل من أجل إزالة الأسباب التي تعطي الوحدة للمتربصين بوحدة وأمن واستقرار اليمن الواحد الموحد أو محاولات النيل من السيادة الوطنية وهو واجب متجدد ودائم وليس مؤقتاً على الاطلاق، لأن بناء الدولة اليمنية القادرة والمقتدرة عملية ديناميكية تحتاج إلى الصيانة الدائمة. لقد بات من الواضح أن الحماية ينبغي أن تكون من الداخل ومنع أسباب التراخي والتواكل الذي يبلغه الأفراد أو الجماعات أو القوى السياسية ،بمعنى أكثر تحديداً إنه ينبغي على كافة القوى السياسية أن تجعل همها الآن كيفية الحفاظ على وحدة الوطن وصون النظام الجمهوري وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار ومنع الدعوات المنافية للوحدة الوطنية وتوحيد الخطاب السياسي وعدم التلاعب بالخطاب الديني والإرشادي والإعلامي على اعتبار أن وحدة الخطاب من وحدة الإرادة السياسية التي تستمد قوتها من الإرادة الشعبية المعتصمة بحبل الله المتين والماضية في طريق الصواب. إن الوقت ما زال متاحاً أمام القوى التي شقت على الوطن وحاولت استجلاب ويلات العذاب إلى الوطن ،ولذلك نخاطب العقلاء الذين يدركون أن الوطن أغلى من المصالح الحزبية وأن الولاء لقدسية التراب الوطني أعظم من الولاءات الأخرى وعليهم أن يدركوا أنه لا مكان لمن لا يقدس تراب الوطن ولا ينطلق منه لأن الوطن الكرامة والعزة والشموخ والشخصية والهوية التي لا بديل عنها وليكون للكافة شرف إعادة بناء الدولة اليمنية الواحدة والموحدة القادرة على النهوض بالبناء الشامل بإذن الله.