يعود مارس كل عام حاملاً لنا معاني الحياة والجمال كيف لا وهو شهر الشجرة، مارس شهر الحياة والحب بامتياز، فهو شهر المرأة وشهر الأم، وهل ثمة ما هو أكثر رمزية للحب والسلام من المرأة والأم والشجر. مارس في اليمن هو شهر الحوار وبغض النظر عن كل الآراء حول الحوار ومخرجاته إلا أن الحوار هو نقيض الصراع و مرادف للسلام والمحبة. مارس في اليمن هو شهر الكرامة، شهر رحيل الشباب إلى السماء أفواجاً مطالبين بالتغيير بطرق سلمية رغم قسوة من سلّط عليهم القناصة المحترفون لينهوا قصة شباب صاروا في نظرنا أبطالاً. هذا الشهر له خصوصية مع هذا الوطن، خصوصية تتشابه حد التوأمة مع خصوصية هذه البلاد التي ما تزال تقاوم لتعيش بسلام وأمان رغم كل التحديات وكل الأيادي العابثة بها. لماذا لا نتّحد مع هذا الشهر وما يحمله لنا سنوياً من جمال ودعوة للحياة الكريمة؟، لنترك السلاح ونهجر معاول الهدم، ونحمل الأشجار والشتلات و نزرعها في كل مكان ليعمّ الخير والبهاء وتصير الورود في شوارعنا ومنازلنا لنُشعر قلوبنا بالطمأنينة، ونعيش السلام الذي كلما اقترب منا هربنا منه. هي دعوة إلى حبّ الوطن أكررها هنا فاليمن بحاجة إلى الحب فبالحب فقط يمكن أن نُصلح ما أفسده المتصارعون على مصالح لا تخدم سوى أطراف معينة في كل الأحوال هي أطراف لا تريد لنا أو لليمن الخير. سيظل مارس يرتبط في ذاكرتي و ذاكرة الكثير بمعانٍ جميلة ورائعة لا يمكن أن يشوّهه من يحترف تمزيق قلوبنا على وطن يذوب على مرأى منا جميعاً كما تذوب الشمعة، بينما تقاوم أن لا تطفئها الرياح العاتية. [email protected]