المنكر والجرم الذي لا يغتفر هو حالة الصلف الذي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الفكر الإنساني خدمة لأعداء الإنسانية وتحقيقاً لأهداف الاستعلاء العنصري الصهيوني ،حيث التحالف لإبادة أبناء اليمن ،كون الكثافة السكانية العالية قد أقلقت الكيان الاسرائيلي الذي لم يخفِ تأييده لضرب اليمن باعتباره حجر عثرة في طريق وصوله إلى البحر المفتوح ، وبدون شك فإن الذين يتقربون بدماء اليمنيين للعالمية الصهيونية لا يقدرون حجم الفاجعة التي منيت بها شعوبهم ولا يحترمون مشاعر الاحرار الذين يرفضون المساس بقدسية السيادة اليمنية ، ثم إن الذين يسترزقون بدماء أحرار اليمن يبدو أنهم لا يشعرون بالخجل أمام شعوبهم ان لم يكن نشوة الفخر بخدمة أعداء الأمة العربية والإسلامبة قد بات من صلب منهجهم . وإذا كانت قيم الأخوة قد بيعت بثمن بخس وأن الكرامة والعزة التي ينبغي أن تحكم العلاقات الكونية قد بيعت مقابل البقاء تحت وطأة الإذلال والانكسار والتبعية التي تجعل المتبوع في غنى فاحش والتابع أداته لتدمير من ينشد العزة والكرامة ، الأمر الذي يخلق ثقافة جديدة في إطار العولمة تنتهي فيها الغيرة والعار وتزول فيها النخوة والاخوة وتذوب الكرامة وتنتهي الهوية ويختفي الاعتزاز بالذات ويصبح الاستسلام لثقافة الغاب وهيمنة الأقوى وسيطرة الأكثر فجوراً . ولئن كان البعض قد باعوا المبادئ والقيم مقابل العيش في الذل والانكسار والتحالف ضد من لا يقبل بالإذلال لقوى الاستعلاء العنصري الصهيوني ، فإن اليمنيين يرون أن باطن الأرض خير لهم من ظاهرها ، لأن الموت بشرف عندهم أعظم قداسة في حياتهم من العيش بمذلة وارتهان ، وليكن العرب اليوم هم أدوات لتنفيذ جريمة تدمير من لم يقبل بالتبعية والانكسار ومن لا يقبل بإذلال الوطن العربي «وتلك الأيام نداولها بين الناس» ، حيث سيأتي زمن يعض العرب المتحالفون ضد اليمن أصابع الندم عندها سيذكرون بأن اليمنيين لا ينشدون الكرامة لأنفسهم فحسب ولكن لكل مواطن عربي في الوطن الكبير الذي لابد أن يأتي اليوم الذي يستعيد كرامته . إن اليمنيين الذين يموتون بأسلحتكم قد كتبوا وصيتهم لكل من يبقى حياً بأن يواصلوا جهود إعمار الأرض وإعادة الاعتبار للكرامة الإنسانية عامة والعربية خصوصاً ،وأن يظلوا حاملين للمشروع النهضوي العربي الذي يقود إلى قيام الدولة العربية الواحدة ، لأنه لا كرامة للعرب بدون ذلك، واليمنيون مهما تعرضوا للجور والفجور إلا أن ذلك لن يفت في قوة الإرادة اليمنية بإذن الله.