- زيد الغابري .. أخص بالذكر الآباء الذين إن فعلوا أولادهم المنكر وأقلقوا السكينة العامة باعتداءاتهم على الناس بدون سبب أو تمييز أسرعوا إلى الجهات الأمنية للدفاع عنهم حاضرين أو غائبين ، فبعض الأشرار ممن يسمون أنفسهم شباباً يرتكبون جرائم واعتداءات جنائية ، يفرون إلى أماكن أو محافظات مجهولة، وبعضهم يختبئون في بيوتهم ، وعندما تطلبهم السلطات الأمنية ينبري آباؤهم فينكرون وجودهم، وفي «صالة» تعز قام عدد منهم بالاعتداء على أستاذ معروف ، وقدم بهم شكوى إلى الأمن، وأنكر الأب وجود ابنه في البيت أو في المنطقة «صالة» فكشفه خطيب المسجد بأنه يتستر على ابنه بدلاً من أن يسلمه لرجال الأمن ، وفي حالات مشابهة عديدة يدافع آباء عن أبنائهم رغم علمهم بأنهم ممن آذوا الناس وشغلوا الأجهزة الأمنية التي تواجه دائماً الإحراجات وأحياناً الاتهامات بعدم ضبط هؤلاء وأمثالهم بسبب الوساطات والتدخلات من قبل شخصيات يفترض أن تكون قدوة حسنة ومنها بعض الآباء كما قلنا. ومن اللافت أن هذه الحوادث تتكرر رغم إلقاء القبض على الجناة ومعاقبتهم ومنها إطلاق النار والطعن بالجنابي والسكاكين ، يكون من نتائجها أحياناً الوفاة لشخص أو أكثر والإصابة بجروح بليغة، مما يوجب على الجميع خاصة خطباء المساجد والصحف وعقلاء الحارات ومسؤولي المجالس المحلية والمدارس شن حملة توعية وإرشاد بمخاطر تفاقم هذه الظاهرة المتفشية مع دراسة ومعالجة أسبابها بالتعاون مع الآباء أنفسهم والتحذير الشديد من آثارها واستمرارها حتى لا تدخل الكثير من الناس في دوامة خلافات ومشاكل هم في غنى عنها. وبالنسبة لأصحاب السوابق المعروفين فنعتقد أن الإفراج عنهم دون التأكد من أنهم لن يعودوا إلى ممارسة الأفعال المؤذية للمواطن والسلطات بأخذ الضمانات الكافية والموثوقة والتعهد بعدم العودة إلى خلق المشاكل يؤدي شيوع اعتقاد لديهم بأنهم مهما فعلوا فلن يطالهم القانون بفضل آبائهم وأصدقائهم المسؤولين وأصدقائهم أو الذين يدفعون المال الكثير لإخراج أبنائهم من السجون بدلاً من تركهم يقضون العقوبة المقررة لعدة أيام أو أسابيع أو أشهر وحتى سنوات ، والمسؤولية كما قلنا مشتركة ولكنها مستعجلة ؛ نظراً لاتساع نطاق الحوادث التي يرتكبها المغامرون حسب وصفهم لأنفسهم ، تقليداً لما يشاهدونه في المسلسلات والأفلام السينمائية والتلفزيونية واقتداءً بمن سبقوهم إلى مثل هذه الأعمال فخرجوا منها بسهولة ، وبعد كل مرة يخرجون فيها من السجون يستعرضون عضلاتهم في الحارات والشوارع متأبطين الأسلحة كالمسدسات والجنابي وبزي البلاطجة وحركاتهم المقززة .. ولو كان الجميع مثل خطيب مسجد صالة من الشجاعة والقلق مما يحدث لما تجاهلنا بما في ذلك وسائل الإعلام النتائج غير المرغوبة التي قد يطول انتظارها.