- نجيب عبدالله الأصبحي .. «الثقافة» كمصطلح .. لايوجد لها تعريف قاطع مانع فقد درج البعض إلى التعريف البسيط الذي لم يبذل فيه جهد.. على أن «الثقافة» هي مجموع المعارف المكتسبة لدى الفرد أو الجماعة أو الشعوب. ولكن قبل الدخول في تتبع هذا المصطلح أود الإشارة إلى الأهمية بمكان عن البحث وعن المعنى اللغوي لمفردة «ثقافة».. فهي من ثقف يثقف ثقفا.. أي تشذيب الرمح وسنة ، وهنا هل لهذا التعريف للمفردة «ثقافة» على أنها تشذيب الرمح وسنة.. هل لها علاقة بالجانب المعرفي !؟ بالتأكيد لاعلاقة البتة بذلك .. وهنا نقول أن هناك مفكرين جادين.. كمحمود أمين العالم والدكتور محمد الرميحي ، رئيس تحرير سابق لمجلة العربي.. ناقش «الثقافة» في حديث الشهر.. حيث لم يجزم بالتعريف ولكن أخذ في البحث والتقصي فقال أن «الثقافة» مجازها هي مخرجات المجتمع. أي أن البناء والبخار والحداد هم مثقفون وأن البنايات هي مخرجات ثقافية وقس على ذلك بقية مخرجات العمل.. كالأواني الفخارية والخزفية وبقية الحلي الفضية .. الخ هي ثقافة.. لكن كل ذلك يعد مجازاً ، والسؤال الذي نود طرحه : هو كيف جاءت هذه المفردة وأخذت بأخذ مداها في التعاطي معها على أنها المعرفة..؟ وهي بالتأكيد غير ذلك تماماً.. إذن كيف جاءت ؟ هل نتيجة للترجمة المشوهة الآتية من الغرب الرأسمالي أم الشيوعي السوفيتي ؟ إبان المد المعرفي والتلاقح المعرفي ولا أقول «الثقافة» كل ذلك يحمل أقرب إلى النتيجة التي نريد الوصول إليها .. ولكن دعونا أن نجرب في القول أن هذه المفردة «ثقافة» .. هي تحريف لمفردة «لقافة» ربما تكون أقرب لأن معنى «لقافة» هي مشتقة من «يقْفْ» أي «الفم» باللهجة .. وربما هي بليغة ، حقيقة لم أكلف نفسي بالبحث !!. ولكن ذلك أقرب إلى المبحث الذي أريد الوصول إليه .. فاللقافة يقال أنها التكلم بكلام مغاير للكلام العادي المعتاد المتداول.. وعليه فهي أقرب للأخذ بها .. واستبدالها بدلاً من مصطلح «ثقافة» فا«لقيف» هو سليط اللسان.. إذاً ال«ثقافة» هي ال«لقافة» فليثبت المهتمون بهذا المصطلح «ثقافة» إثبات العكس مع احتفاظي بأن اللقافة هي المصطلح الأقرب للتعريف : إن الثقافة هي مجموع المعارف. فاللقافة هي أقرب للمعرفة على الأقل لوجود صلة وعلاقة بالفم الذي يوجد فيه اللسان وسيلة النطق والمترجمة للمعاني الوافرة من التفكير.