على الصعيد السياسي جدد رئيس الوزراء إسماعيل هنية التزامه الكامل بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية على أساس وثيقة الوفاق الوطني، داعيا إلى مصالحة وطنية شاملة والعودة للحوار. وفي كلمة له أمس أمام وجهاء وأعيان قطاع غزة قال "نحن مستعدون للمرونة في المواقع، ولكن البرنامج السياسي يجب ألا يتخلى عن الثوابت الوطنية". ودعا إلى ترسيخ ثقافة الوئام والتسامح والعفو بعيدا عن ثقافة الثأر والانتقام. وحذر هنية مما وصفها بخطة "أميركية صهيونية" تهدف إلى إشعال نار الفتنة والحرب الأهلية بين أبناء الشعب الفلسطيني، لمنع قيام حكومة وحدة وضرب المشروع الوطني بأكمله. وأشار إلى أن هذا بات واضحا أثناء زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الأخيرة "لذلك هم يتحدثون عن دولة ذات حدود مؤقتة، بحيث يكون جدار الفصل العنصري هو الحدود النهائية للدولة الفلسطينية". ولمواجهة هذا المخطط دعا هنية إلى إنهاء الاحتقان الداخلي والتوترات وإنهاء الصراع الفلسطيني بجميع أشكاله. وتأتي تصريحات هنية بعدما أعلن مسؤول فلسطيني كبير فشل جهود الوساطة التي كانت قائمة لترتيب لقاء يجمع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الذي كان يؤمل عقده أثناء الزيارة التي سيقوم بها عباس إلى دمشق السبت القادم. من جانبه شدد نبيل عمرو مستشار الرئيس الفلسطيني على أن قرار الذهاب إلى الانتخابات المبكرة هو قرار سياسي لا رجعة عنه، مشيرا إلى أن الترتيبات بهذا الشأن ستقوم بها لجنة الانتخابات وفق المرسوم الرئاسي المتعلق بها، والمتوقع أن يصدر حال فشلت مباحثات الحوار الوطني في التوصل لصيغة تقضي بتشكيل حكومة وحدة تضمن رفع الحصار. في تطورات أخرى أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس والرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي في برلين عقد اجتماع للجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط في واشنطن مطلع فبراير/ شباط المقبل، تمهيدا للقاء ثلاثي يجمع الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ورايس. وجددت رايس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها الألماني فرانك شتاينماير أمس دعم واشنطن للحل القائم على دولتين فلسطينية وإسرائيلية. وأعربت عن أملها بعقد اللقاء الثلاثي الذي سيجمعها مع عباس وأولمرت قريبا، لكنها أوضحت أن التحضير لهذا اللقاء سيستغرق بعض الوقت وربما بضعة أسابيع، مشيرة إلى أن اجتماع الرباعية سيسبقه. من جانبه أعرب شتاينماير عن اعتقاده بأن خريطة الطريق المتوقفة التي صاغتها الرباعية عام 2003 بهدف إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل تظل أفضل خيار من أجل تحقيق التقدم. وكان آخر اجتماع للجنة الرباعية -التي تضم الولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي- عقد في سبتمبر/ أيلول العام الماضي. وتأتي زيارة رايس إلى برلين في ختام جولة شرق أوسطية وخليجية استمرت خمسة أيام. وذكرت مصادر مقربة من رايس أنها تود تشكيل "لجنة رباعية عربية" تضم مصر والأردن والسعودية والإمارات تنضم إلى عملية تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.