- بروكسل / وكالات .. بدأ وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) اجتماعاً تشاورياً في بروكسل بشأن أفغانستان وكوسوفو وسط دعوات أميركية متزايدة للحلف لزيادة مساعداته لأفغانستان.وافتتح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر الاجتماع بتأكيد ضرورة التوصل إلى "مقاربة شاملة حقا" للوضع في أفغانستان، حيث يضاعف عناصر طالبان الهجمات والاعتداءات منذ 2006 ويهددون بالعودة إلى الهجوم حالما تسمح الظروف المناخية.. ولدى وصوله قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير للصحافيين إنه لا يمكن "التوصل إلى استقرار" الوضع في أفغانستان "بالوسائل العسكرية"، وإن هذا "هو الأمر الذي سيبحثه الحلفاء"..واستبق قائد حلف الناتو في أفغانستان الاجتماع بالإعلان عن انضمام لواء إضافي على الأقل إلى قوات الحلف المنتشرة في أفغانستان قريبا.ولم يكشف الجنرال البريطاني ديفد ريتشاردز تفاصيل عن مصدر القوات أو عددها لكن عادة ما يتألف اللواء من 3500 جندي.من ناحيتها قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي كانت وراء فكرة عقد الاجتماع غير الرسمي لدول الحلف ال 26، إنها ستعلن لنظرائها أن الولايات المتحدة تعتزم زيادة مساعدتها المدنية والعسكرية لأفغانستان ب10.6 مليارات دولار في غضون العامين المقبلين..وأوضحت رايس للصحفيين أن الرئيس الأميركي جورج بوش سيطلب من الكونغرس الموافقة على دعم الجيش والشرطة الأفغانية بما قيمته 8.6 مليارات دولار فضلا عن ملياري دولار لصالح مشروعات البنية الأساسية وجهود مكافحة المخدرات.ويتوقع أيضا أن تمارس رايس ضغوطا على حكومات الحلف التي رفضت المشاركة بقوات في عمليات بالمناطق المضطربة في شرقي وجنوبي أفغانستان..وحاليا لا تشارك في عمليات المواجهة بصورة منتظمة سوى قوات من أميركا وكندا وبريطانيا والدانمارك وإستونيا وهولندا. أما القوات الفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية فتركز عملياتها في مناطق أكثر أمنا في أفغانستان.وأشار مسؤول أميركي إلى أن رايس ستضغط على نظرائها لزيادة جهودهم في محاربة طالبان التي يتوقع أن يصعد مقاتلوها هجومهم بحلول فصل الربيع، وكذلك المساهمة بشكل أكبر في جهود إعادة الإعمار.وحسب البيت الأبيض فإن الخطة الأميركية الجديدة لا تهدف فقط لإخماد الهجوم المتوقع، بل تعكس مراجعة تامة للسياسة الأميركية في أفغانستان.وقال المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي غوردون جوندرو إن مراجعة الإستراتيجية في أفغانستان اشتملت على الأمن ومكافحة "التمرد والإرهاب" والمسائل الاقتصادية مثل إعادة الإعمار.ويشارك في القوة الدولية للمساعدة الأمنية (إيساف) التي يقودها الحلف نحو 32 ألف جندي من 37 جنسية. وللولايات المتحدة قوات إضافية يبلغ قوامها 12 ألف جندي بأفغانستان.وبشأن كوسوفو الإقليم الصربي الذي تطالب الأغلبية الألبانية فيه بالاستقلال، سيكون على الحلفاء التفكير "في الطريقة الواجب اتباعها في مجال الأمن والوضع" الذي ستوصي به الأمم المتحدة.وفي الوقت ذاته يفترض أن يقدم مبعوث الأمم المتحدة مارتي أهتيساري توصياته -التي طال انتظارها بشأن وضع الإقليم- إلى مجموعة الاتصال المكونة من ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وروسيا، المجتمعة في فيينا.وسيتم عرض مشروع وضع إقليم كوسوفو بعد ذلك على مجلس الأمن الدولي..وسيشكل احتمال اندلاع اضطرابات بين الأغلبية الألبانية والأقلية الصربية في كوسوفو محور جلسة غداء مغلقة تعقد بعد ذلك بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي بدعوة من بلجيكا.